نبذة مُختصرة عن الكتاب
يُحاولُ يوسي كلاين هاليفي مؤلّفُ هذا الكتابُ والحائزُ على جائزةِ أفضلِ عملٍ أدبيّ عن عملهِ ” مثلُ الحالمينَ ” أن يخاطبَ جيرانهُ الفلسطينيينَ بشكلٍ مُباشرٍ ، في محاولةٍ منه لكسر حالةِ الجمودِ الشديد التي باتت تُرسمُ ملامحَ العلاقةِ بينَ الإسرائيليينَ والفلسطينيين. كما يحاولُ المؤلفُ عبرَ هذا الكتابِ المُثيرِ للجدل أن يُظهرَ للجانبِ الفلسطينيّ تفهّمهُ لمعاناتهِم وتعاطفهُ مع قضايا الفلسطينيين ورغبتهُم في إيجادِ حلّ لهذا الصراع ، في الوقتِ الذي يستَعرضُ فيه يوسي هاليفي كيفَ يبدو الصراعُ من منظورٍ الجانبِ الإسرائيليّ.
رَسائلٌ إلى جاريَ الفلسطينيّ يمثلُ محاولةً إسرائيليّة جادّة للوصولِ إلى ما وراءِ الجدار الاسمنتيّ الذي يفصلُ بين الفلسطينيينَ والإسرائيليين، كما ويوضّحُ يوسي كلاين هاليفي من خلال مجموعةٍ من الرسائل الدوافعَ التي حثّتهُ على تركِ مدينته التي ترعرع فيها – مدينة نيويورك الأمريكية – عندما كان شاباّ عشرينياً في سبيلِ الهِجرةِ إلى إسرائيل ، مُشارِكاً بذلكَ في استنهاضِ الأمةِ اليهوديّة من خلالِ عودتها إلى وطنها الأم ، ذلكَ الوطنُ الذي أرادَ يوسي كلاين هاليفي أن يراهُ بلداً ذا مسؤولياتٍ أخلاقية وقيمٍ ديمقراطيّة في منطقةِ الشرق الأوسط.
كما ويُجسّد هذا الكتاب المحاولةَ الأولى من نوعِها والتي يحاولُ من خلالِها المؤلفُ التواصلَ بشكلٍ مباشرٍ مع جيرانه الفلسطينيين موضحاً لهُم كيف يبدو الصراع من منظورٍ إسرائيليّ، كما ويحاولُ هاليفي أن يتجاوزَ الحاجزَ العاطفيّ والعقائديّ الذي لطالما أحاطَ بهذا الصراع لقرابةِ قرنٍ من الزمان، مُستخدِما لغةً سلِسةً مُثيرةً كاشِفاً ملامحَ العقيدةِ اليهوديّة موضّحاً لحظاتِ الفخر والغضبِ والمعاناةِ التي عاشَها ويعيشُها كيهوديّ يعيشُ في إسرائيلَ ، كما ويتطرّق يوسي هاليفي إلى هذه القضايا مُستعيناً بالوقائعِ التاريخيّةِ وتجاربهِ الشخصيّة التي عاشها بنفسِه.
أخيراً ، لا يقتصرُ خطابُ يوسي كلاين هاليفي على الجيرانَ الفلسطينيين فحسب ، بل يطمحُ يوسي إلى التواصلِ مع كافّة جيرانهِ المحيطينَ به في منطقة الشرق الأوسط ، كما لا تقتصرُ دعوة يوسي لجيرانِه على قراءةِ هذا الكتاب فقط ، بل هو يدعوهُم أيضاً إلى إرسالِ وكتابةِ رسائلَ وتعليقاتَ وتعقيباتَ أياً كانَت توجّهاتُ صاحبِها عقب قراءتهِم هذا الكتاب ، وهيَ بنظرهِ الخطوةُ الأولى على طريقِ تمكينِ الفلسطينيين والإسرائيلين عرباً ويهوداً من سماعِ بعضهِم بعضاً وتفهّم رواياتهِم التاريخية.