الواقعيّة تعني أن نكون جاهزين لكلا الخيارين:الحربِ والسلام- بقلم يوسي كلاين هاليفي

 

يجبُ على  اليسارِ الإسرائيليّ أن يُدركَ حقيقة وجودِ الخطرِ الإيراني، كما ويجبُ على اليمينِ  الإسرائيلي أن يتخلّى عن أوهامه بامكانيّة تحقيق السلام دونما تقديمهِ للتنازُلات، وكلا الحالتين تشكّلان مسألتي صراعٍ من أجل البقاء بالنسبة لإسرائيل

 

في الواقع فإن العلاقات الإسرائيليّة مع دولِ الشرقِ الأوسطِ تمرّ بوقتٍ عصيبٍ ومُربك، إذ إن دولة إسرائيل مُقدمةٌ على التعامل مع حقيقتين مُتضادّين في الوقتِ نفسِه: الحقيقةُ الأولى هي احتماليّة اندلاع حربٍ طاحنةٍ مع إيران وحلفائها في المنطقة، والحقيقةُ الثانية تتمثّلُ في وجودُ فُرصةٍ سانحةٍ لم تَحِن من قبلُ من إجل تحقيق وإحلال السلام مع عدة دولٍ شرق أوسطيّة، الأمرُ الذي يعني أنه يتوجّب علينا الانتباهَ جيّداً لانتهاز هذه الفرصةِ والحذرُ من ذاكَ الخطر الإيرانيّ الذي يلوحُ في الأفق

في الواقع فإن دولةَ إسرائيل تخوضُ حرباً حقيقيّة مع إيران منذ سنة 2012، أي منذ ذلك اللحظة التي قرّر فيه جيشُ الدفاع الإسرائيلي أن يشنّ هجماتٍ عسكرية لمنعِ المليشيات الإيرانيّة من امتلاك أسلحةٍ حديثةٍ ومتطوّرةٍ عبر ضرب القوافل العسكريّة الإيرانية التي تعبرُ الحدود السوريّة. في الوقت نفسهِ فإن إيران حذرة جداً فيما يتعلّقُ بردّها على تلك الضربات الإسرائيليّة،  مُدركةً أن الردّ الإسرائيليّ سيكون قاسياً فيما لو قامت ايران بالرد لى تلك الضربات. لكن وبجميع الأحوال فإن وتيرة الصراع ستتصاعد عاجلاً أم آجلاً، وهو ما حذّر منه الجيش الإسرائيليّ مراراً وتكراراً مخاطباً الرأي العام في إسرائيل.هُنالك آلاف الصواريخ الموجّهةِ صوب المُدن والقرى الإسرائيليّة، فيما ستعجزُ منظومات اعتراض الصواريخ الإسرائيليّة – رغم نجاعتها وتطوّرها – عن اعتراض هذا الكمّ الهائل من الصواريخ

كذلكَ فإن إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على اغتيال القائد العسكريّ الإيراني قاسم سليماني من شأنه أن يُقرّب من لحظةِ اندلاع الحرب الإيرانيّة الإسرائيليّة المباشرة، وعلى الرغم من المعارضة الإسرائيليّة الضئيلةِ لهذه العملية إلا أن الإسرائيليين يأخذون نبرة التهديد والوعيد الإيرانيّة على محمل الجدّ، خاصة وأن الدور الذي تلعبهُ ايران في زعزعة استقرار هذه المنطقة هو خيرُ دليلٍ على صدقِ نواياها الإجرامية في ظل وجود حلفاء لإيران يحيطون باسرائيل من كلّ جانب، بدءاً من حزب الله في لبنان، مروراً بالحرس الثوريّ الإيراني في سوريا وانتهاءاً بحماس في غزة، هذا الواقعُ الذي  نجحَ سليماني في تدبيره وتنفيذه طيلة الفترة الماضية

وبالنسبة للإسرائيليين فالأمرُ لا يتعلقُ كثيراً بأفعال اوباما أو دونالد ترمب بقدر ما يتعلّقُ الأمرُ بمواجهةِ تهديدٍ وجوديّ يلوحُ للإسرائيليين في الأفق، خاصة في ظل حالةٍ من شبهِ الإجماع لدى الإسرائيليين على ضرورةِ مُجابهةِ التوسّع الإيرانيّ في المنطقة

إن إسرائيلَ الآن تخوضُ انتخاباتٍ برلمانيّةٍ للمرّة الثالثةِعلى التوالي خلال هذه السنة، وعلى الرغم من وجود حالةٍ احتقانٍ سياسيّ إلا أننا لم نسمَع أي حزبٍ أو أي سياسيّ إسرائيليّ يُعارضُ ما يقومُ به الجيشُ الإسرائيلي من ضرباتٍ عسكريّة للقوات الإيرانيّة، فلا أحدَ ينظر إلى هذه الهجماتِ على أنها ضربٌ من الاستهتار أو المغامرات العسكريّة غير محسوبة العواقب

بالتالي فإن الإسرائيليين يُعارضون بشدّة تلكَ الأصوات التي تدّعي بأن التوتّر الحاليّ هو نتيجة لفشلِ الصفقةِ النوويّةِ مع إيران، لأن تلكَ الصفقةَ لم تجلبَ شيئاً سوى حتميّةِ اندلاع حربٍ مع إيران عبر تمكينها وتقويتِها لكي تُصبح القوّة العُظمى في المنطقة. وعلى الرغم من أن إيران لا زالت تقفُ على عتباتِ المجال النوويّ إلا أنها تنتظرُ الوقتَ المناسبِ لكي تُصبح قوّة نوويّة عُظمى، مما يجعلُ التعاطي مع قضيّة السلاح النوويّ الإيراني بشكلٍ غير صارمٍ بمثابة وهمٍ ستكون عواقبه وخيمة

وبطبيعة الحال وعلى الرغم من انهماكِنا بالجبهةِ الإيرانية واحتماليّة المواجهةِ العسكريّة معها فإنه يجبُ علينا أيضاً أن ننتبهَ جيّداً لوجودِ قفزةٍ نوعيّة تاريخيّةٍ مُحتملة الحدوث في هذه المنطقة، وأقصدُ هُنا التغييرَ الذي يحدثُ في العالمين العربيّ والإسرائيليّ بخصوص إسرائيل وطبيعة العلاقة معها. وهُنا أود الحديثَ عن تجربةِ صديقتي ليندا منوحيم اليهوديّة العراقيّة التي فرّت هاربةً من العراق سنة 1970 عقِب اقدامِ السلطات العراقيّة على إعدام تسعةِ عراقييّن يهود على الملأ في أحد الساحات العامّة، والتي تتولّى حالياً إدارة مشروعٍ عبر وسائل التواصلِ الإجتماعيّ  تنفّذه وزارة الخارجية الإسرائيلية في سبيل خلق قناةِ تواصلٍ مع الرأي العام العراقيّ 

وعبر صفحة الفيسبوك التي تتولى ليندا متابعتها يوجدُ أكثر من ربع مليون عراقيّ يتفاعلون مع المنشورات التي تنشرُها ويعلّقون عليها، وتؤكدُ ليندا بأن ” ما نسبتهُ 95% من هذه التعليقاتِ هي تعليقاتٌ إيجابيّة “، إذ يُعبّر العراقيّون عن اشتياقهِم ليهودِ العراق الذين اندثر وجودهُم من هذا البلد، رابطين بين حالةِ التردّي التي يشهدُها العراق بما حدثَ سابقاً من تهجيرٍ وطردٍ ليهودِ العراق

في الوقت نفسهِ فإننا نشهدُ ظهوراً استثنائياً لمجلسٍ جديدٍ اسمهُ المجلسُ العربيّ للتكامل الإقليميّ كحركةٍ تمتدّ في العالم العربيّ بأسرهِ داعيةً لتحقيق السلام في المنطقة، حيثُ التقى ثلاثونَ شخصاً من الشخصيات البارزة من خمسة عشر دولة عربيّة في لندن خلالَ شهر تشرين الثاني المُنصرم مُعلنين عبر هذا المؤتمر تأسيس هذا المجلس الذي يُعلنُ معارضته الصريحة لمقاطعةِ دولةِ إسرائيل ودعوته إلى تطبيعِ العلاقات معها. كما ويضمّ هذا المجلسُ عددا من الصحفيين البارزين والمسؤولين الحكوميين السابقين اضافة الى عددٍ من النشطاءِ الاجتماعيين

وقد قام الحاضرونَ في هذا المؤتمر بتقديمِ أوراقٍ بحثيّة تشتمل على مناقشةٍ لأفكارٍ ناجعةٍ من أجل كسرِ حالةِ المقاطعةِ العربيّة لاسرائيل والتي امتدّت لاكثر من سبعين سنة، بدءاً من التفكير بتطوير علاقاتٍ تكنولوجيّة وعلميّة قائمة على التعاون بين العرب وإسرائيل وانتهاءاً بمواجهة ومكافحة معاداةِ الساميّة في وسائل الإعلام العربيّة

وحقيقةً فقد اشعلَ هذا المؤتمرُ نقاشاً حادّا في الأوساط الاعلاميّة الإيرانيّة والإعلام المدعوم من قبل حركة الإخوان المسلمين حول ما طرحهُ هذا المؤتمر من ضرورة اقامة علاقاتٍ طبيعية مع إسرائيل، الأمر الذي يُثبتُ ويؤكدُ مدى نجاعةَ ونجاحَ المبادرة التي قام بها هذا المجلس

والسؤال الذي يطرحُ نفسهُ هُنا: ما الذي يحدثُ فعلاً؟ وما هو سبب هذا التغيير الحاصل في العالم العربي والاسلامي تجاه إسرائيل؟ ربّما يُعزى هذا التغيير إلى الخوفِ العربيّ من إيران والذي أدى إلى خلقِ تحالفٍ استراتيجيّ لم يسبق له مثيل بين اسرائيل والمملكة العربية السعودية وبعضٍ من دول العالم الإسلاميّ السنّي، لكن في الحقيقة هنالك أسباب أعمق بكثير تقفُ خلفَ هذا التغيير، وهو ما وضّحهُ المُشاركون في مؤتمر لندن وأعضاء المجلس العربي للاندماج الإقليمي، قائلين بأن انهماك العالم العربيّ في الصراع مع إسرائيل كان لهُ نتائجُ عكسيّة أدّت إلى خلق ثقافةٍ مُسمّمةٍ قائمةٍ على الهَوسِ والكراهيةِ  التي شكّلت تربة خصبةً للصراعاتِ الداخليّة التي دمّرت سوريا والعراق واليمن وليبيا، بالتالي وبعد قرابة عشرة سنواتٍ من اشتعال هذه الحروب الدامية يشعرُ الكثيرون بأنّهُم مُنهكون تماماً من هذه الحرب التي تُشنّ ضد وجودِ دولةِ إسرائيل

أما في طهران فقد كان رفضُ الطلبةِ الإيرانيّين لأن يدوسوا بأحذيتهِم الأعلام الإسرائيليّة والأمريكيّة التي نُصبت أمامهُم بمثابة رسالةٍ من هؤلاء الطلبة الذين أرادوا ان يقولوا بكل وضوحٍ وصراحةٍ: ليسَ لإسرائيل أي علاقةٍ بمعاناتنا والمشاكل التي نمرّ بها

وعلى المستوى الشخصي وخلال محاولاتي المحدودة للتواصل مع الفلسطينيين والعالم العربيّ بشكلٍ عامٍ فقد لمستُ نوعاً من التغييرِ في التوجّهاتِ الإقليميّة تجاه إسرائيل، فقد نشرتُ كتاباً أطلقتُ عليه “رسائلٌ إلى جاري الفلسطينيّ” السنة الماضية، وهوَ كتابٌ حاولتُ من خلالهِ تعريفَ جيرانيَ الفلسطينيينَ والعربِ عموماً بالصهيونيّة ودولةِ إسرائيل. وقد تمتّ ترجمةُ هذا الكتابِ إلى اللغةِ العربيّة وتم طرحهُ للتحميل مجاناً للقرّاء، فيما تلقيتُ تعقيباتٍ وردوداً ورسائلَ ( بامكانكم قراءة التعليقات والتعقيبات على الكتاب عبر الموقع المخصص للكتاب والموجود على هذا الرابط ) ليستَ من القرّاء الفلسطينيينَ فحسب بل من القرّاء العربِ من مختلفِ الدول العربيّة، بدءاً من مدوّنين مصريين وصولاً إلى قُرّاء من اللاجئين السوريين وغيرهم. كذلكَ فقد أرسلَ ليَ أحدُ رجالِ الدين المسلمين من السعوديّة رسالةً مفادُها بأنه لم يكُن يدركُ أبداً أن اليهود هُم نفسهُم العبرانيّون، بالتالي أدرك حينها أن اليهودَ يمثّلون جزءاً أصيلاً من نسيجِ وتركيبةِ الشرقِ الأوسط

كذلكَ فقد خصَّصَتْ صحيفة الكترونيّة سعوديّة مرموقة تدعى المجلّة صفحتين من أحد اعدادها لتتحدث عن تعقيبٍ في غايةِ الروعة على كتابي، وهُنا أسأل نفسي هذا السؤال: من كان يتخيّلُ حدوثَ أمرٍ كهذا قبل عدّة سنوات؟

وبطبيعة الحال فإن هذه الأمور لا تعني أن السلام مع العالم العربي بات قريباً جداً، لأن اليمين الإسرائيليّ الذي يعتقدُ بأنه قادرٌ على تحقيق السلام مع العالم العربيّ السّني دون حلّ الصراع مع الفلسطينيين هو واهمٌ جداً، وحتى في ظلّ وجود حالة من الانشغال العربي والبُعد عن القضيّة الفلسطينيّة فإن القضيّة الفلسطينيّة وحلّها يشكّلان عقبةً حقيقيّة أمام الوصول الى  التطبيع العربي مع إسرائيل 

واذا ما نظرنا للواقع فإننا سنجد أن السلامَ ليسَ بالأمر الممكن تحقيقه على المدى القريب بين الفلسطينيين والاسرائيليين، فكلا الجانبين ينظران الى بعضهما بنظرة الشك والريبة ووالحذر الشديد، خاصة وأن كلا الجانبين قد قاما بكل ما بوسعهما القيام به من أجل خسارة الثقة المتبادلة بينهما. بالتالي يظل السؤال قائما: أين نحن الآن؟

من وجهة نظرنا كاسرائيليين فإننا كنا نتحدث عن السلام انطلاقاً من فكرة أن السلام يجبُ تحقيقه في الداخل ومن ثم ننطلق إلى الخارج، بمعنى آخر: يجب علينا أن نحقق السلام مع الفلسطينيين أولاً، وحينها فقط بامكاننا أن نعمل باتجاه تحقيق السلام مع باقي دول المنطقة، أي الدول العربية. لكن ما يحدث الآن هو أن التفكير الاسرائيلي صار يتخذ منحىً مُختلفاً تماماً، إذ يعتقد الكثير من الإسرائيليين بأن السلام مع الفلسطينيين سيتحقق إذا قمنا بالعكس، أي بتحقيق السلام مع الدول العربيّة أولاً وحينها فقط سيتحقق السلام مع الفلسطينيين. بالتالي فإن العمل بهذا الاتجاه يتطلّب تحالفاً قوياً مع المملكة العربية السعودية ودول العالم السنّي، تحالفاً لا يكون استراتيجياً فحسب، بل تحالفاً يتطرّق لكل التفاصيل الصغيرة التي يتضمنها التحالف بما فيها الجوانب الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها. لكن وباعتقادي فاننا اذا ما اردنا لمثل هذه الافكار ان تكون مثمرة حقاً فإنه لا بدّ لنا وأن نتطرق لمعاناة الفلسطينيين ولا نغضّ الطرفَ عنها بأي شكل من الاشكال

إن الصراع العربي الاسرائيلي يبدو أمام الإسرائيليين كعرضٍ يُعرض على شاشةٍ مقسومةٍ إلى نصفين: فالنصفُ الأول من الشاشة يرى فيه الاسرائيليون هذا الصراع على انه انه اقتتال بين الاسرائيلي من جهة والفلسطيني من جهة أخرى، وانهما في هذا الصراع يشبهان صراع الملك ديفيد والعِملاق. أما النصف الآخر من الشاشة فيرى فيه الإسرائيليونَ هذا الصراع على انه اقتتال بين اسرائيل من جهة، والعالم العربي والإسلامي بأسرهما من جهة أخرى. بالتالي فإن الحدّ من العُمق العربي والإسلامي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي من شأنه أن يُسهم كثيراً في الحدّ من المخاوف الإسرائيليّة المُبرّرةَ من قيام دولةٍ فلسطينية مستقلّة

في الوقتِ نفسهِ فإنه يتوجّب علينا تقوية وتمكينُ القوى التي من شأنها أن تلعبَ دوراً ايجابياً في المنطقة، مثل المجلس العربي للتكامل الإقليمي الذي يطمحُ لأن يبدأ بحملةً علنيّة ضد مُقاطعة إسرائيل. كذلك فإنه يتوجّب علينا أن نُقاوم المغريات التي امامنا مثل ضمّ الضفة الغربيّة، لأن خطوة كهذه من شأنها أن تدمّر كل فرصةٍ لايجاد حلّ اقليمي للصراع، هذا عدا عن أن خطوة كهذه من شأنها أن توصلنا الى كابوسٍ حقيقيّ نحن بغنى عنه وهو حلّ الدولةٌ الواحدة ثنائيّة القوميّة. واضافة الى هذا يجب علينا أن نُسكتَ تلكَ الأصوات الإسرائيليّة واليهوديّة التي تُصوّر الإسلام على انه دينٌ معادٍ للساميّة تاريخياً، وبأن ملياراً وسبعمئة مليون مسلم هُم بمثابة العدوّ اللدود لنا

إن نسجَ العلاقاتِ وتقويتها مع العالم الإسلامي  يتطلّب براعةً وحنكة ايديولوجيةً من قبل الإسرائيليين واليهودِ عموماً في دول العالم، خاصة في ظلّ التغييرات التي نشهدها حالياً في العالم الإسلامي، مما يتطلّبُ تجاهلَ الأفعال وردود الأفعال اليمينيّة التي تدفعُ للتشاؤم من احتمالية تحقيق السلام من جهة، وتجاهل الأفعال وردود الفعال اليساريّة التي تقلّل دوماً من شأن الخطر الإيراني والتهديدات الإيرانيّة. كذلك فإن نسج هذه العلاقاتِ يتطلّبُ منا تبنّي سياساتٍ مبنيّة على الأمل لكن دونما سذاجة، وسياسات مبنيّة على الواقعيّة دونما يأس، والاستعداد للحربِ في حال فُرضَت علينا حتى في خضمّ محاولاتنا الحثيثة  لتحقيق السلام في هذه المنطقة