لو نظرنا لتوجه الكاتب فهو يناقش الفلسطينيين، أو بعبارة أخرى فانه في قصصه العشر يخاطب الفلسطينيين والعرب المسلمين فقط حسب ما وجه الكاتب كتابه، فهو متعاطف مع اليهود وكأن الفلسطينيين والعرب المسلمين هم الطرف الرافض لفحوى القصص أو لما ينادي به، ولذلك وضع هذه القصص بوجه الخصوص للفلسطينيين والعرب المسلمين، ولن يوجهها لكلا الطرفين
الجانب العاطفي غلب على الكاتب وكان اليهود مغلوب على أمرهم وان العبره من الرسائل هي عبر للفلسطينيين. يتكلم برسالة اقسام العدالة ومنظور العدالة يختلف من منظور الديانه اليهودية ومنظور الاسلام، لذا شرح معنى العدالة حسب وجهة نظره هو، فالعدالة العامة كما أمر بها الله منزل الديانات معروف شروطها ومعاييرها وهي تنص على اعطاء كل ذي حقا حقه، وليس عدالة “كلٌ يغني على ليلاه”. اي عدالة تذكر لاقتسامها هل تم طلب اليهود الاذن من الفلسطينيين العيش معهم حتى نفتش عن الجذور التاريخية حسب قول الكاتب؟ كيف دخل اليهود فلسطين؟ وماذا عملوا واين موقع العدالة في ذلك؟
في رسالة القدر والمصير يتكلم الكاتب عن القدر المشروع ومن الذي شرعه واي مصير واي قدر وما الأصول التاريخية التي تؤكد ذلك المصير.صحيح أن كل شي مقدر، لكن من شرع لليهود ذلك المصير الذي يصفونه بأنه مشروع؟ من الذي شرع لهم رسالة الحاجة والحنين؟ اي ان الكاتب غلبت عليه العاطفة ويخاطب فيها العواطف والروح والإنسانية ، وكل هذه القيم ممتازة، ولكن لكل من هذه القيم مقدمات تدل عليها
العاطفة والحنين والإنسانية عندما نوجه بها رسائل لجانب معين فانه يجب علينا ان ننظر إلى مدى تمسك الجانب الآخر بتلك القيم العاطفية وتصرفاته وسلوكياته عبر التاريخ، وحين يوجه رسائل عبراللعب على وتر الحنين والعاطفة والإنسانية، فهل
معنى ذلك إنكار لكل الأحداث التاريخية المناقضة لهذه القيم؟
إن فن صناعة الكلام والغزو الفكري والدخول بمداخل ملتهبة جياشة تدقدق الوجدان والعواطف وتنقل عبارات منمقة باهرة هو أمر ممكن أن ويتفنن به اي كاتب، وممكن ينادي بكل الإيجابيات ويتفنن بقوة البلاغة والفصاحة والحديث المنمق ويطرح عبارات تصل للقلوب وتؤثر بها، ولكن النظر واقعيا يتعرض للصدمة والذهول، فمهما قالوا ومهما تفننوا ومهما تحدثوا فالواقع الملموس يؤكد عكس ما يروجون له، فهم لديهم مخططات ثابته ولا يهمهم شي
أن اقول كلام واستشهد بمفاهيم أخلاقية وعلمية إيجابية ليس كافياً، فالمشاهد التاريخ والواقع يدرك ذلك، أما نية الكاتب فالله اعلم بها ولايعلم النيات الا الله عز وجل، ولو أخذنا لظواهر الأمور فالطرح بعبارات جميلة ليس دليل على صدق نيتها مثل طرح العدالة ….المصير. …الاسس المشروعة وترجمة تفسيرها يختلف من شخص لآخر، إذن النية لا نتكلم عنها فهي بعلم الله واليهود معروفين، فالكاتب يهودي واليهود معروف مكانتهم عند الله وحكمه عليهم، واللبيبُ تكفيه الإشارة، وبصدق لا انصح بقراءة الكتاب لانه بنظري ضمن الغزو الفكري ومستوى النضج الفكري يختلف لذا الانجرار لمثل هكذا رسائل والدفاع عنها والتشدد لها أمر بنظري خطير وكله حسب النية
جهشان من اليمن
3/1/2020