مرحبا
اعتذر على تاخري في الرد. في البداية اعرب عن تقديري لك لانك تذكرينني باجيال نالت حق المواطنة في العراق بالولادة وسبقت غيرها في هذا الحق حتى باتت احد اهم جذوره لولا العنصرية واللعبة السياسية التي تتحكم فيها ارادة الشركات التي تدير الاقتصاد العالمي وتتحكم فيه ومنها الشركات الاكثر تاثيرا وهي شركات النفط
لست في موضع اعادة ذكر تاريخ يعرفه القاصي والداني، فاليهود العراقيون تعرضوا لتنكيل وظلم كبيرين من خلال تجريدهم من حق المواطنة ونفيهم تحت تاثيرات عديدة ، لكت منذ مايسمى بالنكبة العربية او ما تطلقون عليه حرب الاستقلال بدأت مرحلة جديدة اكثر عنصرية تتمثل بإعادة رسم الشخصية اليهودية بوصفها الاكثر سوءاً وخبثاً وإجراما، وأنها الشخصية المولعة بالتاريخ الذي يروق لها فتقتطع لنفسها التاريخ الذي يناسبها وتلغي الاخر بوصفه تاريخاً مزيفاً ، بالتالي تغيرت الصورة النمطية للشخصية اليهودية التي عاشت لقرون عديدة، فتحولوا من مواطنين عراقيين الى عدو يحاول تدمير البلد الذي آواهم
لقد كنا ضحايا مع اجيال سبقتنا لغسيل دماغ ممنهج ، ولا اخفي عليك ان قلت ان اليهود الاوروبيين الذي احترفوا القتال خلال الحرب الثانية مع قوات الحلفاء قد نالوا خبرات عسكرية كبيرة مكنتهم لاحقاً من تحقيق انتصارات عسكرية في حرب عام ٤٨ وسبقها تقسيم سايكس بيكو الذي قطع اوصال تركيا والعرب وصنع بؤر قابلة للانفجار باي لحظة مثل قضية العراق ومطالبته بالكويت
لا اريد ان أثقل عليكم بالرد ، وفيما يتعلق بالكتاب فقد قرأته ووجدته عاطفياً اكثر مما يجب، ووجدته يعبر عن حقائق التاريخ بوجهة نظر بدت لي مُضللة. كما ان فكرة إقامة دولة على الشتات مستندة الى نصوص دينية وجدت قبل بضعة آلاف من السنين تبدو غير منطقية تماماً، واذا كان لهم الحق بكسب المواطنة بحكم التاريخ فالعرب الفلسطينيين ليسوا بأقل من اليهود في هذا الحق.على أي حال ، الكتاب عاطفي يحاول ترتيق الفجوات بل الهوة الكبيرة بين اليهود والفلسطينيين العرب برسائل عاطفية تكتنفها مغالطات تاريخية
أنا ارى ان الكتاب موجه للغرب او لامريكا في محاولة لشرح الموقف الاسرائيلي من وجهة نظر يهودية اكثر مما هو موجه للعرب ، هذه وجهة نظري بعد قراءة سريعة له ، وهذا لايعني أنني احمل توجها عنصرياً ضد اليهود او الشعب الاسرائيلي بل أتمنى ان يسود السلام لكي تنعم الاجيال المقبلة بالرخاء وان تتحرر من سطوة القلق والخوف من النزاعات المسلحة او الحروب انا مع تطبيع يعيدُ الحق الى أهله
هذه وجهة نظري في الكتاب، وباعتقادي لايجب ان نتردد في ذكر حقائق التاريخ أيا كانت، وفي النهاية دولة اسرائيل قائمة ونالت حق الوجود باعتراف دولي واممي وهي تمثل الى حد كبير الديمقرطية التي نسعى الى تحقيقها في بلداننا ، بالرغم من ان اسرائيل في عمق وجدانها الديني بحكم التاريخ القديم كونها تئن تحت ذكرى تدمير الهيكل ونقل اليهود الى بابل، فلا تنسوا انهم نالوا حق المواطنة في مدينة بابل آنذاك . واحد من مشاكل إسرائيل الحالية هو انها تعمل على تأليب طرف ضد آخر في الوقت الحاضر من خلال دعم الاقليم على حساب أمن واستقرار العراق
لك أطيب التحيات
طالب من العراق
4\2\2021