عزيزي السيد يوسي

 
في البداية لم يكن الصراع عربياً إسرائيلياً وانما كان صراعا الناصريين مع اسرائيل او صراعا اخوانيا مع اسرائيل

هذه حقيقة لا غبار عليها. وليس لكل العرب والمسلمين نفس موقف جمال عبدالناصر ومن على شاكلته وفي في مقدمتهم الاخوان المفلسين المعادي لاسرائيل. نحن في اليمن وصلنا عداء اسرائيل مع احتلال عبدالناصر لليمن وفرض الوصاية على بلادنا تحت مسمى الجمهورية وللان نعاني في بلدنا من تلك العداوات الغير منطقيه والغير مبرره كما تعاني اسرائيل تماما بل واشد

العداوة ناشئة عن تحريف النصوص او المفاهيم في دينكم او ديننا وتضليل شعبكم العزيز كما تضلل شعوبنا العربية والاسلامية بوجوب عداوتنا حتى نكون ادوات صراعات يحصلون بها على المناصب والمكاسب، والا فان الرب واحد والدين واحد ومابعث الرسل والانبياء الا لمصلحة البشر لا ليكون سببا في الصراعات بينهم

قرات ما استطعت من كتابك القيم بجوالي ذو الشاشة الصغيرة والتاتش سكرين المهشم وهو في مجمله ممتاز.، انه كتاب يقدر بوزنه ذهبا

علينا جميعا ان ننسى شيئ اسمه فلسطين. حكومتك ودولتكم الفتيه عليها تحمل كامل مسؤولياتها تجاه كافة السكان الاصليين والوافدين كاي بلد متحظر في العالم. بالاضافة الى تسييس قضايا الشعوب لجعل الشعوب وقودا للصراعات، ولاكون معك اكثر صراحة ووضوح وعلى سبيل المثال لا الحصر فالنظام السوري مثلا لعقود يقتل شعبه بحجة معاداة اسرائيل ولم يطلق طلقة واحدة نحو اسرائيل طوال تلك العقود ليس كلامي من باب التحريض عليكم وانما من باب سرد الحقائق

بالمثل فان حكومات اسرائيل المتعاقبة قد تكون حكمت شعب اسرائيل العزيز من منطلق عداوة سوريا مثلا رغم انها هي الاخرى لم تخض معركة واحدة لعقود مع النظام السوري لتقضي على النظام الذي يتهدد الوجود الاسرائيلي رغم ان فرصة ذلك سنحت لها عدة مرات، بالتالي يا عزيزي ليست المشكلة في الشعوب غالبا بل في التسييس فالساسه يريدون ان تظل هناك عداوات يتمكنون من التحكم بمصائر الشعوب ويتمترسون خلفها

عشنا سويا يهوداومسيحيين ومسلمين وتعايشنا وتصاهرنا وتشاركنا السراء والضراء قبل ان يكون  مثل النظام السوري او التركي او الايراني، لقد طرحت على كوشنارو ترامب والعرب افكارا خلقت تقاربا نوعيا اتمنى ان تسنح لي الفرصه ويمدني الله بالعون والتوفيق والعمر لكي اسهم في صناعة السلام في منطقة الشرق الاوسط برمته

هنالك نقطة حبذا لو قمتمت بتوضيحها لي تتعلق بالفكرة القائلة ان اليهودية ليس دينا بذاته لكنها رمز للانحراف عن الاديان السماويه ، فما تعليقكم حول ذلك. مثلا اعتبرت هذه الفكره ان من لم يتبع موسى اسموهم يهودا رغم اني اعرف ان يهودا هو احد اعراق قوم موسى ولم يكونو كل قوم موسى عليه الصلاة والسلام

ختاماً فإن الساميون هم العرب واليهود او الاصح الابراهيميين او العرب وبنوا اسرائيل ونحن في صلاتنا ندعولإبراهيم وآلإبراهيم الذين هم اسحق واسماعيل ويعقوب ويوسف و عيسى ومحمد عليهم افضل الصلاة والسلام وذرياتهم الى يوم الدين ، كما ان فلسطين كتبها الله لكم في القرآن وانكار احقيتكم فيها مخالف لكلام ربنا لكن ما نقول ، لكن مع الاسف كل من قال كلمة حق في زماننا استعدوه وقاتلوه

إن إيماني بالقرآن الذي يقول الله فيه على لسان موسى عليه السلام (وياقومي إدخلوالارض المقدسة التي كتب الله لكم)

يحتم علي الاعتراف باحقية دولة إسرائيل على كامل التراب الفلسطيني ، في الوقت نفسه يجب علينا مطالبة إسرائيل بمنح السكان الاصليين للدولة كافة حقوق وامتيازات المواطنة المتساوية

وفقك الله لما يحبه ويرضاه ولما فيه خير لبلدكم وشعبكم عرباً كانوا او غير عرب

دعواتي وتحياتي  لكم ولشعبكم العزيز

عز الدين من اليمن

19/8/2020