لعناية الأستاذ/ يوسي كلاين – المحترم

تحية طيبة

بكل سرور لقد قرأت كتابكم الشيق رسالة إلي جاري الفلسطني، ولقد أذهبت فية من الشرح بكامل التفاصيل والشفافية بجانبيها السالب والموجب منها بحثا منك وبكل شجاعة لطرح فكر شامل للتعايش السلمي والأخذ بالمتفق لية والحوار الجاد في النقاط المختلف عليها؛ لك مني فائق التقدير

من هذا المنطلق دعنا نخوض سويا في هذة القضية الشائكة (الإسرائيلية الفلسطينية) وما عاشته عقود من الخلاف وهنا أطرح النقاط الأساسية لوجهة نظري كأنسان أبحث وأطلع في هذة القضية الأكبر علي النطاق الشرق أوسطي والعربي والإسلامي وهذا المثلث المتأثر كثيرا دون تحديد ماهية المشكلة في الأساس وتشخيصها الدقيق للوصول لجراحة ناجعة وعقلانة تقوم علي ثوابت الواقع المعاش باعتباره أساس المقياس

ولقد رأيت في النقاط التالية بحث أدق للتشخيص السليم وهي كالآتي

الجانب الديني ،لقد قامت مواريث المجتمعات العربية والأسلامية علي إن الخلاف ديني بأمتياز ودفعت بالآلة الأعلامية كاملة لهذا الغرض الذي جعل الشعوب والأجيال ضحية أفكار وقفية غير قابلة للتجديد والبحث وحتي في المستقبل قطع منها منهج ثقافة الأختلاف التي تنتج عنها تلاقح فكري قويم ولكن للأسف هذا مالم يحدث إلا من إجتهادات فردية فقط. ومن ثم خلقت للشعوب وهم الدين اليهودي هو العدوء الأول والأوحد الذي يعمل بكل دهاء وترتيب لأقتلاع الدين الأسلامي!!! والجانب المتدين اليهودي أصبح بعيدا عن طرح الفكر اليهودي تجاه الأجيال والشعوب، علما بأن اليهود يعلمون الكثير عن الإسلام عكس المسلم البعيد معلوماتيا عن اليهودية؛ وهذا يحتاج لدفع إعلامي يهودي قوي

 ومن زاوية أخرى وجدنا الكثير الكثير من الموروث التاريخي المتناقض والذي لا يتماشي مع سماحة الأديان السماوية وكثير من الأخطاء التفسيرية دون الرجوع للبحث فيها وهي التي تشبة اليهودي بانه عدو متجذر لايمكن أإعاده.. ومن هنا نرى التأثير في العقيدة، والكل يعلم العقائد هي نقطة ضعف الشعوب ومركز قوتها في نفس الوقت

 
وهذا المنهج العدائي نسي أن أول إتفاقيات الأسلام كانت مع اليهود في يثرب وإن الوجود اليهودي ضارب في القدم قبل الأسلام بكثير جدا. هل معنى ذلك إن اليهود الأحق وأن يخرجوا المسلمين منها بنفس وجهة النظر الداعية لإخراج اليهود من القدس؟!!! نرى هنا بانه قد ذكر الأستاذ/ يوسي كيفية ما أمر بة أمير المسلمين عمر بن الخطاب بالسماح لليهود بالدخول للقدس وآداء كامل عباداتهم وهم الذمّيين وهم المؤلفة قلوبهم، ويعتبرون مصرف من مصارف الزكاة إذن كيف يكونوا مؤلفة قلوبهم ونحن لا نعيش بسلام مع بعضنا البعض؟

وأيضا تصوير اليهودي بأنه هو من يكيل لنا العداء منذ نزول الرسالة وحتي ذهبت بعض الروايات إلي التلفيق الذي هو أولا يسئ لنبينا الكريم قبل  اليهودي؟! ونأخذ أحد الأمثال لذلك؛ فمثلا قصة سحر نبينا الكريم بواسطة اليهودي لبيد بن الأعصم في السنة التاسعة للهجرة ونزول الوحي بالمعوزتين؟! ناسين إن المعوزتين هي نزلت في مكة!!! مما يدع الحيرة أكبر إذن ماهو المقصود؟! أما السلبية الأكبر هي نظرة بعض اليهود وربط ماهو إرهابي بكل مسلم وهذا غير صحيح لايخدم القضية ولربما يعطل الكثير لفقدان السواد الأعظم من الوسطين والمعتدلين وأصحاب الفكر الحديث المتقدم الذي يؤمن بالتعدد والتعايش وإحترام الآخر في كل أفكارة ومعتقداتة كما يشاء

 الجانب السياسي:- وهنا نجد أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين في عصبة الأمم المتحدة؛ لذلك يجب خلع الفكر السياسي المتخلف الذي لايؤمن أولا بخلق الممكن والدبلوماسية بعيدا عن التصعيد الذي لم يجنى منه غير تأخير الشعوب وتوريث التخلف بكل أنواعة. من هذا المنطلق السياسي نسأل إلى متى يسود مبدأ إما أنا أو أنا؟!!! دوين خلق منطقة وسط لخلق حيز للحوار بين الشعوب وليس الحكام، لأن الجاب المجتمعي هو أسرع من كل شئ. وأيضا من سوء إدارة الدفة السياسية الحكية، خلق صور للجرائم ينتظر منها إلي مجرمين، مثال لذلك: ممنوع فتح نقاش أو حوار أو حتى السؤال عن السلام وإلا فأنت عميل وجاسوس وخائن؟! ولمثل المجتمعات التي نعيش فيها يتخوف الكثير من مثل هذة النعوت التي لربما تؤثر كثيرا وضع الشخص الأجتماعي. وهنا أيضا نزكر المنهج أحادي الفكر الذي يريد خلق الخلاف قومي؟!!! ويجب تحد مهية الخلاف هل حدود ودولتين؟ أم إثنية وعنصرية؟ أم دأيديولجية دينية؟ فأن الخلاف الحدودي طبيعي وكلنا لدينا مشاكل حدودية وخلافات وربما الكثير من دول العالم لا يسمح لنا الآن نتاولها. من هذا المنطلق يجب العلم بأن الحدود التي سلمنا إياها المستعمر وقبلنا بها مع خلافها لا تحل بالتبني القومي إطلاقا. والأكثر جدلا هي القدس نفسها لما لها من أبعاد دينية شاملة الأديان السماوية كلها، من يأتي السؤال هل القدس كمدينة تعايش سلمي ومتعدد أم هو المسجد الأقصي أم هو حائط الهيكل أم الكنس العتيقة المسيحية؟ وإذا كان هنالك خطأ في من أزمان التاريخ لماذا لا يصحح؟!!! نحن لا نريد سلب الآخرين حرياتهم السياسية والعقدية والأجتماعية!! ومن أبشع التسلط السياسي علي الشعوب هي وضع معظم الحكام الألفاظ العدائية ومثال: كلمة العدوء الأسرائيلي؟!! ثم تجد جواز سفرك مكتوب علية كل الدول ماعدا إسرائيل؟!!! هل في ظل هذا كله يكون خلق سانحة نقاش وتفاوض وسلام وتعايش؟! وإذا رأينا حولنا لوجدنا مايمسنا إذا كان من القومية العربية أو الخلافات الوطنية الخشنة حتى المواجهات المسلحة بعيدة عن عدوان إسرائيلي وهنا أخص بالذكر بلدي السودان حتى لا ندخل في خصوصية ذكر بلد آخر

 البعد الاجتماعي:- من هذة الزاوية نجد كثير من الأفراد والأسر الذين عاشوا خارج التأثير القومي كانت لهم صور تعايش مع اليهود في غاية الروعة، ومنهم الكثير ساهموا عكس صورة إيجابية أخرجت البعض من نظرة الفكر المحدود، وأنا كنت أحد هؤلاء مما جعلني أذهب للبحث والتدقيق في كل مايدور من خلاف يهودي إسلامي أو إسرائيلي عربي والذي تشبعت به بالكثير الكثير من المعلومات، والآن أرى الجانب الأجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني هي أسرع وأنجع الطرق للتعايش السلمي والسلام والمحبة؛

لأن السلام بدون محبة بين الشعوب يكون مثل الزهرة الصناعية جميلة وجذابة، لكنها تفتقد العطر. الأستاذ يوسي، شكراً جزيلا على هذا الكتاب الذي كنت واضح وشفاف فية وشجاع ولدينا الكثير الذي لا يمكن أن تسمح بة هذة السانحة هنا؛ ولكن أعتبر أول الغيث قطرة ونأمل أن لا ينقطع الحوار أبدا لأنة الوسيلة الفضلى للمعرفة الأيجابية. ونسبة لبحثي الكثير حول هذة القضية التي كشفت لي العديد من الجوانب الأيجابية تجاة الشعب اليهودي؛ قد قادني لكتابة كتاب ولكن نحتاج كثير من البحث وأخذ نماذج متنوعة وغيرها

أخيرا أشكر مجهودك الذي بزلتة والآن هنالك الكثير من الأخوة السودانين يطلعون عليه وهم من الأشخاص الأكثر ثقافة وإطلاع وحقانية وهم شجعان في طرح أفكارهم ورؤاهم لهذة القضية

لك شكري وفائق تقديري ناصر الطيب السودان