هذا ردّ يوسي على تعقيب السيّد رضوان من المغرب ، لقراءة تعقيب السيّد رضوان كاملاً تفضّلوا بزيارة هذا الرابط
عزيزي رضوان
شكراً لك على رّدك المعمق والذي اقدّره من أعماق قلبي. لقد شعرتُ فعلاً بمدى بجديتك في قراءة للكتاب، وكوني كاتب فلا توجد هدية أحب إلى قلبي اعظم من قراءتك له، وما زاد قلبي بهجة وسروراً هو انك من المغرب، فالان بعد عقدت دولتينا صفقة سلام رسمية (بعد ان كنا في سلام “غير رسمي” لوقت طويل) فإن مثل هذا التفاعل هو فعلاً ما نحتاجه لتعميق علاقاتنا
لقد ذكرت في تعقيبك عن مدى الحاجة لوجود تعقيب او رّد فلسطيني على الكتاب، وانا اخبرك بأنّ النسخة الجديدة من كتابي باللغة الانكليزية تضم نحو 50 صفحة من التعقيبات الفلسطينية ، اضافة إلى التعقيبات الموجودة على موقعي الالكتروني والتي تضم عدداً من الردود الفلسطينية. أيضاً أضم صوتي إلى صوتك فيما يتعلق بتأليف كتاب مشابه لفكرة كتابي من مواطن فلسطيني الى مواطن اسرائيلي ، وباعتقادي أن مثل هذا العمل سيكون اضافة رائعة للأدب المتعلق بالصراع، وصراحة وعدني ّ احد الاصدقاء الفلسطينيين بأنه سيكتب مثل هذا الكتاب في يوم من الأيام ، لذا من يدري ما قد يحدث
كذلك أود أن أشكرك من اعماق لبي على مشاعرك الراقية بالنسبة لموضوع العقيدة اليهودية والتاريخ اليهودي، ودعني أقول لك أن المشاعر التي تختلج صدري تجاه القرآن لا تختلف عن مشاعرك تجاه التوراة، و حتى إن كنا نختلف في بعض المسائل الايمانية إلا أننا نتشارك الكثير من الحقائق
وبينما نختلف أنا وانت حول مسألة الدولة الواحدة، أنتظرَ هنالك اليهود الفيّ عام ليحصلوا على بقعة ارض خاصة بهم من بقاع هذا العالم، بقعة من الارض يُمكنهم ان يكونوا فيها هم الاغلبية، والان بعد ان حققنا حلمنا (شبه مستحيل) لا يمكننا التخلي عنه. في الوقت نفسه اتفق معك بان هذه البقعة من الارض صغيرة جداً، والعقبات التي تواجه حل الدولتين كثيرة، ومع ذلك فأنا مُقتنع بأنّ البديل سيكون اسوء بكثير.إن حل الدولة الواحدة يعني اسمرارية التنافس بين العرب واليهود على السلطة، وانّ جِراح صراعٍ دام لمائة عام لا يزالُ غائراً، بالتالي يتطلب الامر وقتاً طويلاً للتعافي من آلامه
لذلك وفي هذه الوقت بالذات اؤمن بأنّنا نحتاج للاستمرار والمضي قدماً مناجل الوصول الى حل عادل يقوّي كلا الشعبين
و هذا ما آمل تحقيقه وأدعو الله أن يحققه يوماً ما
مع اطيب تحياتي
يوسي
المزيد من الردود والتعليقات
Nothing found.