جاري العزيز الاسرائيلي 

اتقدم إليك بجزيل شكري على نشر كتاب رسائل إلى جاري الفلسطيني، هذا الكتاب الذي يحتوي على معلومات جميلة حتى وان كانت قاسية قليلا. لقد كانت هناك معلومات اول مرة اسمعها من خلال كتابك واحسست انك تحب الشعب الفلسطيني تؤيد اقامة دولته تبعاً لقرارات الامم المتحدة وانا كفلسطيني. إن الشعب الاسرائيليّ هو جزء من شعوب منطقتنا، وشعوب هذه المنطقة بنيت دولهم على اساس ديني لا عرقي، فالعرب اضطهدوا الكثير من شعوب المنطقة الاصلية قديما

 شخصياً اصبحت لا اعتنق اي دين وعندي رسالة لجارنا الشعب الاسرائيلي: انا لست ضدك كشعب وكانسان ولا حتى كدين فكلانا يريد العيش والرخاء والرفاهية والابتعاد عن الحروب. لقد سمعت كثيراً من الفلسطينيين عن أخلاق وحسن تعامل الشعب الاسرائيلي، وأنا لا اكره سياسة دولة اسرائيل اتجاه الدولة داخليا ولاكن حتى اكون معك صريحا انا ضد سياسة الجيش بالضفة بحق المواطنين الابرياء الذي يريدون العيش بسلام مع اسرائيل واخبرت اصحابي المثقفين بالداخل والخارج الوطن كلهم مع السلام برخاء

 إنني أتمنى من الشعب الاسرائيل الضغط على الحكومة الإسرائيلية وايضا حكومة فلسطين حتى يقيموا سلاماً حقيقياً للابد وبعيدا عن ضغوطات الولايات المتحدة الامريكية التي تعرقل من فرص الاثنين من أجل اتمام صفقة تاريخية تنهي الصراع بيننا 

وخلال قراءتي للكتاب شعرت بالعديد من الصفات حميدة واخلاقياتك الرائعة خاصة حتى عندما كنت جندينا كبقية افراد الجيش الاسرائيلي يؤدي واجبه العسكرية، وهو الأمر نفسه الذي تكرر عندما طلبت من ابنك اثناء خدمته في الجيش بأن يحرص كل الحرص على ألا يهين كرامة اي انسان تحت اي ظرف

بالنسبة لي فإنني أرى أن هنالك حلاُ اكثر واقعية وهو اقامة دولة واحدة حتى لو اسمها اسرائيل سواء دولة يهودية او علمانية، فالمهم ان تكون دولة يعيش فيها الجميع بسلام ومساواة، وبالوصول الى هذا الحل لن يستطيع احد بان يقول اسرائيل ليست شرعية مادام وافق الفلسطينيين على هذا الحل، لهذا باعتقادي  أن الدولة الوحدة هي الحل وهنالك الكثير من الاصوات التي تطالب بدولة واحدة شاملة تنهي مأساة شعبي الفلسطيني وتخلق واقعاً افضل من ناحية اقتصادية وعسكرية، وفي حال لم ينجح الامر فمن الممكن تبني حل الدولتين وابقاء المستوطنات بالضفة مقابل اعطاء المستوطنين هويات فلسطينية بالاضافة الى الاسرائيلية

وبالنسبة لرئيس دولتي محمود عباس فقد رفض اقتراح ايهود اولمرت سنة 2008، وهذه كانت فرصة حقيقية لتحقيق السلام، تماماً كالفرصة التي ضاعت ايام اسحاق رابين، هذا الرجل الذي كان  فهو رجل سلام حقيقي وكان يريد اقامة سلام حقيقي وينهي الصراع ولكن للاسف  تم اغتياله على يد معارض اسرائيلي يهودي من اصل يمني

انني اتكلم من منطلق واقع حياتي في غزة، فابناء شعبي بغزة يريدون السلام  وهذا ما اتضح لي من خلال حديثي مع العديد منهم،  ولكنهم لا يستطيعون التعبير عن مثل هذه الآراء بحرية. والذي استغربته من ذلك عندما سالت احد الناس ماذا لو حماس اعترفت باسرائيل فهل سوف تقبلون ذلك قال لي ليس مهما المهم اني اعيش وانا شخصيا ثلاث سنوات ساكن معهم لدي شركة ومصنع ولكن الوضع الاقتصادي للناس سيىء نحن نريد اي حل سلمي  ابدي ،حتى اصدقائي بالامارات يريدون السلام لانه سيجلب ازدهاراً اقتصاديا للشعب الفلسطيني  والاسرائيلي

ولكن الشعب متناقض وحكوماتهم تعلم ذلك كلنا نتمنى رجوع السيادة الاسرائيلية لغزة لانها افضل من الحكومة الحالية التي توفر التعليم والصحة والعمل والكهرباء فقط يتاجرون بنا على الحدود للذهاب للموت

 بالنسبة للصهيونية كل الذي اعلمه هي منظمة تاسست من قبل ثيودور هرتزل  وتعني ارض اسرائيل وهي مرتبطة بجبل اسمه صهيون وهي كلمة كنعانية تعني بالعربي الحصن ممكن حصلوا على الاسم من الجبل قرب القدس، وهو لم يكن متدينا ولم يكن صاحب فكرة انشاء دولة اسرائيل  بل اوروبا صاحبته الفكرة ودعمته بعدين هناك تناقض بشعبي الفلسطيني لا يريد اي دين غير الاسلامي يعيشه عنده وهم دولتهم دينية فقط للمسلمين يعتبرونها ارث مع انو القران لم يذكر فلسطين اصلا او القدس او ملك للمسلمين ، وهم يذهبون للدول العلمانية ويطالبون بتحويلها لدول اسلامية، اليس هناك تناقضاً؟ ربما انت يا سيد يوسي شعرت بذلك من بعض الفلسطينين؟

عموماً فإن الدول ملك الشعب وليس الدين حتى لغته وايضا و شعب اسرائيل شعب من منطقتنا واليهودية ايضااذا اليس الانجيل والقران وكتب التاريخ ذكرت مملكة اسرائيل الموحدة بقيادة الملك داوود و شلومو. لكن الذي لا اعرفه اين كانت هذه الممالك تحديداً، هل هي بارض اليمن وعسير او منطقة البحر الابيض المتوسط ياعزيزي يوسي،  لانه كما تعلم، تدور على الانترنت بعض الإشاعات  بخصوص المملكة اليهودية باليمن – مملكة حِميَر- وأن معبد اليهود المقدس يتأصل هناك وليس بأورشليم-القدس. هل يمكنك من فضلك أن تشرح لنا أصل هذه النظرية وتخبرنا بوجهة نظرك حولها؟ نريد بحثاً حقيقياً وموثوقاً حول الموضوع، فالاديان الابراهيمية لم تذكر أسماء المناطق، تذكر فقط تلميحات وبالنسبة للقدس لايهمني من يحكمها، فانا فقط اريدها تكون مدينة للسلام لاي انسان من اي دين يعتبر القدس مكانا مقدساً بالنسبة له

 لماذا نربط الارض بالدين؟ يجب فصلهما فالارض لاي انسان سواء كان مؤمنا أم لا،  وبالنسبة لتغيير العقلية الفلسطينية فانه يجب اقامة دولته وان يعيش برفاهيه لينسى الماضية ويبني مستقبل افضل من الحروب المميتة

 وتعقيبي على الرسالة السادسة هو انني كما قلت وسوف اقوله حلنا هو انشاء دولة واحدة مهما يكون اسمها المهم بناء دولة علمانية للجميع، وهو الحل الذي يضمن للجميع  الرخاء والرفاهية والسعادة. الذي اريد ان اقوله بالنسبة اليسار الاسرائيلي  قادر على بناء دولة حديثة بنظام علماني،  وبالنسبة للاونروا وبغزة خصوصا فهي تفعل ما  بيديها من دعم خارجي للشعب الفلسطيني وغيره ولاكن هناك اهمال في بناء المخيمات بغزة سواء حكومة السلطة او حكومة غزة فكلاهم مهمل بذلك واصبح الوضع بغزة  لا يطاق من كل النواحي ليس لدينا اي منتفس خارجي ولا يمكننا السفر بحرية كباقي البشر في جميع دول العالم 

شادي من فلسطين