عزيزي عبّود

بدايةً دعني أعبّرُ لكَ عن تأثّري العميق بما كتبتهُ في تعقيبكَ على كتابي “رسائلٌ إلى جاريَ الفلسطيني” لدرجةِ أنني بعثتُ بتعقيبكَ إلى أبنائيَ الثلاثةِ لقراءتهِ. كذلكَ فإنني أثمّنُ عالياً تأكيدكَ على ضرورةِ معرفتِنا لبعضِنا البعض، لأن عنصرَ المعرفةِ هو أمر ضروريّ وبديهيّ لتوضيحِ وتعريفِ هويّاتِنا وثقافتِنا للجانبِ الآخر

لقد عاشَ العربُ واليهودُ مع بعضهِم البعضَ بحبّ وإخاء وتعايشٍ قديماً، مما كوّنَ معرفةً متبادلةً ولو كانَت ضئيلةً عن بعضِهِم البعض، لكن ومع الأسف الشديد فإن المكانَ الوحيدَ الذي يعيشُ به اليهودُ والعربُ مع بعضهِم البعض حاليّاً هو دولةُ إسرائيل، لكن هذا الصراعَ القائمَ بيننا يُلقي بظلالهِ السلبيّةِ على طبيعةِ العلاقة بين العربِ واليهودِ بلا شكّ

إنني أؤمنُ بشدّةٍ بضرورةِ معرفةِ العربِ للجانبِ الثقافيّ والدينيّ للهويّة اليهوديّة، كما وأؤمنُ بشدّةٍ أيضاً بأنه يتوجّبُ على الإسرائيليينَ معرفةُ الجانبِ الثقافيّ والدينيّ للهويّة الفلسطينيّة، كما ويتوجّبُ على الجانبين معرفةُ الظروفِ التي ٍ عاشَها كلّ جانبٍ في ظلّ هذا الصراع المستمرّ خلالَ المئة سنةٍ المُنصَرِمة

إنني سعيدٌ جداً لأنَك وجدتَ ملاذاً تشعرُ فيه بالأمان ، لكنني في الوقتِ نفسهِ أتوجّهُ إلى اللهِ داعياً متضرّعاً بأن يتعافى موطنكَ السوريّ من جراحهِ وآلامِهِ وأن تنتهي هذه المآسي التي تعيشُها سوريا والسوريون، رغم أنّه لا يوجدُ ما يُبشّرُ بإنهاءِ هذه  المآسي في المستقبلِ القريب، مع الأسف

ختاماً، فإنني أتطلّعُ بشغفٍ للبقاءِ على تواصلٍ معكَ ولقائكَ قريباً في تورنتو، او ربّما القدس إن شاء الله

إلى لقاءٍ قريب

يوسي كلاين هاليفي