السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزيزي يوسي

بدايةً أودّ أن اشكرك جزيل الشكر على توجيهك دعوةً كريمة لي بقراءة الكتاب والتعقيب عليه. إجمالاً وبعد قراءتي الكتابِ فقد وجدتهُ كتاب قيّما وجميلاً بكلّ معنى الكلمة ، وقد امتاز المؤلفُ بجرأته في الحديث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والحديث عن القضايا الحساسة التي ما زالت خلافيّة حتى يومنا هذا

ّلقد لمستُ في هذا الكتاب دعوةً حقيقيّة للحوار بين الجارين الفلسطينيّ والإسرائيلي،  كما لفتَ انتباهي رفضهُ لاستخدام كلمة العدو الفلسطيني ، حيث استبدلها بوصفٍ جميلة جداً ، وهي جاري العزيز

ِلقدَ تجرّدَ مُؤلف الكتاب من الشعورِ بالعصبيةِ الدينيه والقوميّة أثناء كتابة الكتاب، واستبدلَ هذا الشعورَ بقيمِ الانسان المحايدِ الذي يتحلّى بمشاعرِ الرحمه والانسانية ، كما نبذ المؤلفُ جميع أعمال الارهاب ومشاعرِ الكراهيه من جانب الاسرائيليين والفلسطينيين على حدٍ سواء

كذلك اثبت الكاتب عبر كتابه امكانيّة تحقيق التعايش والحوار بين الجارين الفلسطيني والإسرائيلي بطرق وديّةٍ وانسانيةٍ إذا تواجدت النوايا الصادقة بين الجارينِ لتحقيق ذلك

ختاماً ، أود أن أنهي تعقيبي بتوجيه سؤالٍ للمؤلّف : هل يرى يوسي كلاين هاليفي أهميّة وضرورة قيامِ الحكومةِ الاسرائيليةِ الحاليّة بتقديمِ  التنازلات للجانبِ الفلسطينيّ كبادرةِ حسن نية تجاه تحقيق سلامٍ مستقبلي قائمٍ على استقلال الفلسطينيين في دولتهم  المستقلة؟ باعتقادي ، إذا قامت الحكومة الاسرائيلية بتقديم تنازلاتٍ للفلسطينيين في هذا الوقتِ تحديداً ومنحتهُم دولةً مستقلّة على حدود السابع والستين من حزيران فإن جميع الدولِ العربيّة ستحترمُ اسرائيل وستبدأ على الفورِ بتطبيع العلاقات معها ، خاصة وأن الأجواء العربية حالياً تشهدُ تقبّلاً ملحوظاً لواقع وجود دولة اسرائيل واهمية اقامة علاقات ودية معها، إلا ان الدول العربية تنتظر من اسرائيل منح الفلسطينيين دولتهم المستقلة بهدف تشجيع وتدعيم رغبتهم في اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل ، كما أن  قيام اسرائيل بهذه الخطوة سيُثبت للعالم أجمع أن دولة اسرائيل هي دولة محبةٌ للسلام وتريد التعايش مع جيرانها بأمنٍ وسلام وتقوم بالتنازل عن الارض لاثبات ذلك ، وهذا حقيقةً ما أتمنى أن يحدث من كل قلبي ، واذا حصلَ هذا فعلياً فإني أريدك أن تعتبرني اوّل زائرٍ سعوديّ يقوم بزيارة بلدكم ، دولة اسرائيل

أشكركَ مرة أخرى لدعوتي لقراءةِ الكتاب

مع أطيب التحيات

سعيد من المملكة العربيّة السعوديّة