عزيزي يوسي

إنني واحدة من سوريين كثر متفرقين حول العالم. على مر ما يقارب الخمس عقود، حكم علينا نظام الأسد بالتقشف والقمع  بغاية حماية “الكرامة العربية” من المشروع الإسرائيلي. بعد أن قام النظام وحلفاؤه بقتل وتشريد العديد من أبناء شعبه منذ عام ٢٠١١، باتت دوافع محور المقاومة مريبة للغاية

إذا ما راسلتك من دمشق أو من بيروت، قد أكون أكتب حكم الإعدام بحق نفسي. التواصل مع العدو ممنوع قطعياً. ولكني في أوروبا حرة لأحكم بنفسي من يكون صديقاً أم عدوّ. لم أعد أعتبر الإسرائيليين أعداءً. خاصّةً بعد قراءة “رسائل إلى جاري الفلسطيني”

كتابك ليس مجرد قراءةٍ رائعة، بل قد أخذني في رحلة عبر التاريخ والتقاليد اليهودية، وشرح لي المجتمع الإسرائيلي. لقد قدّمت شعبك إليّ. ورغم القطيعة المفروضة علينا، نشأ لديّ حنين للجذور، لأبناء عمومنا

كيف لنا أن نتوصّل يوماً لاتفاق سلام؟ كنت أتساءل وأصاب غالباً باليأس. المزاج العربي العام ماكسيمالستي، والناس يفكرون ويعبّرون عن أنفسهم بمغالاة وبالحد الأقصى. عندما يتعلق الأمر بالنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، تقترح الحلول زوال أحد الطرفين. انتصار مطلق أو استشهاد مشرّف. هذه المقاربة غيرالواقعية لا تخدم أحداً. إسرائيل دولة قائمة،. ديموقراطية وتقدمية. لن تختفي. عوضاً عن دعم رؤيةٍ للتعايش المشترك، يتحدّى الشوڤينيون الفلسطينيين للتمسك بوضعٍ معلّق، جيلاً تلو الآخر، ما هو غير منصف وغير ضروري. لا بدّ أن يتعايش كلٌّ من فلسطين وإسرائيل مع الآخر، ولكن كيف؟

لقد وجدت الإجابة في الرسالة السادسة: تقسيم العدالة. الحكمة والتواضع في هذا الفصل تطلبا أياماً من التفكير العميق عدو العدالة لكلا الطرفين هو العدالة المطلقة لأيٍ من الطرفين. هذا الدرس يمكنه إيصال أي متخاصمين إلى مخرج. سيبقى عالقاً في ذهني دائماً

لا يمكن لفكرٍ ألّا يتغير بعد قراءة كتابك. مطالعةٌ أنصح بها الجميع. شكراً يوسّي على تواصلك مع جيرانك. شكراً لكونك صانع سلامٍ جادٍّ وصادق

بالتوفيق والنجاح

روان عثمان