عزيزي سلطان

دعني في البداية أعبر لك عن تأثري الشديد برسالتك الرائعة التي قمت بإرسالها إليّ. إنني أشعر حقاً بأننا أصدقاءٌ رغم أنني لا أعلم الكثير عنك بعد، لكنني أشعرُ بكل صدقٍ بوجود هذه الصداقة الحميمة رغم المسافة بيننا

وعبرَ هذه الرسالة أريدُ أن أعبر لك عن تأييدي المطلق لفكرتك التي طرحتها بخصوص أهمية اقامة علاقات شخصية بين العرب واليهود لتسهيل مهمة السياسيين على الجانبين في سبيل التوصل إلى حلّ لهذا الصراع، لكن مع الأسف الشديد فإن مَن يدعو إلى مقاطعة إسرائيل فإنه لا يفهم العقلية الاسرائيلية التي تتصرف كالمثل عندما نجدُ جهاتٍ تدعو إلى مقاطعتنا وفرض حصارٍ علينا، بالتالي فإن حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات – بي دي أس – ستعود بنتائج سلبيّة وعكسيّة على الجميع نظراً لرغبة القائمين عليها بفرض املاءاتهم على الإسرائيليين

لهذا فإنني أتمنى من كل قلبي أن يُدرك العالمُ العربيّ والإسلامي بأن الطريقة الوحيدة التي من شأنها أن تُجبرَ إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية في الضفة الغربية وغزة هي وصولُ الإسرائيليين إلى قناعةٍ راسخةٍ بأن هذا الانسحاب لن يهدّد أمنهُم في المستقبل. كما أنني أؤمنُ بشدّة بأن وصولنا كإسرائيليين إلى مثلِ هذه القناعة يتمّ عبر سماعنا لمزيدٍ من الرسائل المشابهة لهذه الرسالة الرائعة التي أرسلتها إليّ، فهذا ما سيعزّز ثقتنا ببعضنا البعض مستقبلاً ، وهذا كان دافعي الأساسي لكتابة هذا الكتاب، فكلّما سمع الإسرائيليونَ المزيد من الأصوات من الجانب العربي والفلسطينيّ التي تنادي بالسلام كلما شعروا بتقبّل العرب والمسلمين والفلسطينيين للإسرائيليين كجزءٍ من نسيجِ هذه المنطقة

أخيراً وليس آخراً، فإنه يشرّفني أن استقبلكَ كضيفٍ عزيزٍ في مدينة القدس، وسيكون من دواعي سروري استقبالكَ واستضافتكَ في بيتي المتواضع لتشاركني العشاء في يومنا المقّدّس ، يوم السبت. كذلك أريدكَ أن تعلمَ بأن واحداً من أحلامي كإسرائيليّ هو أن أزور المملكة العربية السعودية وباقي الدول العربية وأن يعتبرني العربُ جاراً وصديقاً لهُم بل وأخاً عزيزاً لكلٍ منهُم. كما أنني أرغب بالتعرف عليكَ أكثر، فهلّا أخبرتني المزيدَ عن نفسِك؟

 

مع محبّتي وتقديري

يوسي كلاين هاليفي