هذا ردّ يوسي على تعقيب السيّدة غادة من السعودية، لقراءة تعقيب السيّدة غادة كاملاً تفضّلوا بزيارة هذا الرابط

عزيزتي غادة

انا مُمتن جداً لرسالتكِ ذات الطابع الفكري والمعنوي النابع من القلب . لقد سُررت بسماع آراء قارئة من المملكة العربية السعودية، وبما انّه يوجد تقارب حقيقي بين  إسرائيل و عدد من دول الخليج فلربما تستطيع دولتينا ايجاد مسار مُماثل ان شاء الله. ان تكتُبي ردودكِ خلال وقت الفجر فهذا أمر يعني لي الكثير، خاصة وان الكثير من محتوى كتابي قد كُتِب خلال هذا الوقت، اثناء الاستماع الى المؤذن من التلّة المقابلة . انه حقاً وقت مُفعم بالأمل والسكينة والطمأنينة، وقتٌ يشعرنا بأن بداية اليوم تسيرُ قبلنا، وبأنه يوم مليء بالوعود ، وأن الله يشعرُ بنا ويقترب الينا

إنني اقدّر حقاً عمق ايمانكِ واقدّر جمالية الاسلام التي رأيتها بنفسي في مناسباتٍ عديدة، وإذا ما تمكنّا فعلاً من التعمّق في جوهر عقائدنا فإننا سنجدُ الإله ذاته والعقيدة الاساسية ذاتها بما تحمِله من معاني الحياة الكريمة الهانئة

انني اتفقُ معكِ على ان الاحترام هو جوهر التغيير في العلاقات، ولقد تأثرت جداً بما ذكرتِه في تعقيبك حول مدى تأثركِ بحواري مع ولدي عن كيفية احترام الناس حتى في المواقف العسكرية الصعبة، خاصةً في ظل ما كان يحدث آنذاك. الكثير من الاخطاء التي أُرتُكِبت بين الفلسطينيين والاسرائيليين كانت نتيجة لعدم الاحترام المتبادل وعدم احترام اسرائيل للكرامة الفلسطينية من جهة،  وعدم احترام فلسطين للتاريخ اليهودي و ارتباطنا المشترك بهذه الارض من جهة أخرى. كما أنني اؤمن ان الاحترام هو المكان الذي يمكن ان تبدأ منه عملية التشافي من صراعنا مع بعضنا البعض

اما بالنسبة لكيفية صنع السلام فإنني أرى بأنه كلما تّم قبول وجود اسرائيل في المنطقة،  كلما خفف الاسرائيليين من أجراءاتهم الأمنية التي تضمنُ لهم الأمن والأمان في هذه المنطقة، وحينها فقط سوف يبدؤون بالتفكير جدياً في إيجاد سُبل للتواصل مع الفلسطينيين . اننا نعيش تحت تأثير تبعات سنواتٍ عديدة من الحصار والحرب والخوف، ولكن تلك التبعات ستنتهي فقط اذا تمت طمأنة الاسرائيليين بأن السلام من الممكن حقاً ان يتحقق ، و رسالتكِ تعطيني الامل بأن هذا الأمنية قريبة جداً من التحقق 

مع اطيب تحياتي

يوسي