هذا ردّ يوسي على تعقيب السيّد شادي من فلسطين. لقراءة تعقيب السيّد شادي كلاملاً تفضّلوا بزيارة هذا الرابط

 

عزيزي شادي

أشكرك كثيراً على تعقيبك القيّم واهتمامك الكبير الذي قرأتَ به كتابي، وكذلك على قلبك المنفتح. لقد أثرت فيّ رسالتك بعمق، فأحزنتني في مواضع وشجَّعتني في مواضع أخرى. لكن على كل حال، فإن التواصل مع أي أحد من غزة لشيءٌ نادرٌ جدّا بالنسبة لشخص إسرائيلي، وهذا بنفسه سبب يدعو للاحتفال بهذه اللحظة

إنني أُثمّن عالياً كلماتك ومشاعرك، ولذلك فإنني أشكرك كثيرا لاعتمادك مقاربةً أخلاقية تجاه الصراع، ولقدرتك على سماع وجهات نظر الطرفين بموضوعية وإمداد كليهما بوجهة نظر حول المستقبل. كما أنني أحترم قراراك بقطع صلتك بالدين، لكن كما تعرف جيّداً، فإن الدين يبقى في نهاية المطاف قوّةً جبّارةً في منطقتنا هذه بالذات أكثر من غيرها. ولذلك فإنني أؤمن بشدة بأننا لا يمكن أن نشفي جراحنا دون أن نتطرق للجذور الدينية لصراعنا

فيما يخص مقترح حل الدولين وحل الدولة الواحدة: هل تؤمن حقا بأن الشعبين بعد مئة سنة مرّة من الصراع لازالت لهما القدرة على العيش معاً تحت ظل دولة واحدة؟ بالنسبة لي لا يبدو الأمر سوى وصفةً لحرب لا نهاية لها. وبالنظر لدول أخرى تم تمزيقها من الداخل مثل يوغوسلافا وسوريا والعراق، أخشى بأن يحول الوضع بنا لما هو أسوأ. وتحديداً لهذا السبب أؤمن أنا بحل الدولتين

لقد سألتني في رسالتك حول جبل صهيون، وعن الموقع الأصلي للمعبد اليهوديّ العتيق. إن الصهيونية تأخذ اسمها من كلمة “صهيون” والتي تشير للبلاد ككل، لكنها أيضا اسم احدى الجبال التي بنيت عليها أورشليم. وقد اتفق علماء التاريخ والاركيولوجيا (علم الآثار والحفريات) على حقيقة أنه كان يتموقع على نفس البقعة التي يوجد عليها الأقصى الآن. وسنة 1920،  فقد كان الوقف الإسلامي يوزع كتيّبات صغيرة على زوار الحرم الشريف ذُكِر فيها بوضوح أن نفس الموقع هو حيث كان يتواجد هيكل سليمان، إلا أنه ومع بالغ الأسف، فقد تسبب الصراع بيننا في تسييس وتشويه هذا الموضوع بالذات

أرجو أن تخبرني قليلا عنك. ما طبيعة عملك؟ وما وضع عائلتك؟

آمل من كل قلبي أن يأتي ذلك اليومُ الذي نستطيع فيه زيارة بعضنا في منازلنا. وفي انتظار ذلك، فإنني أرجو أن تبقى في حال طيّبة

شكراً على صداقتك

مع أطيب تحياتي