صديقي العزيز اياد

إنه لشرفٌ عظيمٌ لي بأن اخاطبكَ بـ صديقي رغم أننا لم نلتقي بعد، خاصّة بعد هذه الرسالة المؤثرةِ التي أرسلتها إلي والتي لم أكن أتوقع أن استقبلَ رسالةً أجمل منها. كذلك فقد تأثرت جداً برغبتك في التعرّف على الجانبِ العاطفي للتجربةِ اليهوديّة. ولأكون صادقاً معك فقد تلقّيتُ العديد من التعقيبات على كتابي بما فيها تعقيباتٌ مميّزة من قرّاء عربَ وفلسطينيين، إلا أنني لمستُ في تعقيبكَ جرأة مميّزة تتجسّد في رغبتكَ بالخوض في ذلك الجانب العاطفي والدخول بعمقٍ وتعاطفٍ مميّز مع القصّة اليهوديّة بطريقةٍ لم ألمسها في أي تعقيبٍ آخر

لها دعني أحدّثك قليلاً عن أمر يسعدني جداً وهو  أن الكتابَ سيصدر قريباً باللغة العبرية، وكلّي أملٌ أن يصلَ الكتاب الى متناول نسبة كبيرة من المجتمع الإسرائيلي بالتالي الدخول في نقاشاتٍ بين الإسرائيليين حول جيراننا الفلسطينيين وأهمية أن نستمع ونصغي الى جانبهم من هذا الصراع. قديما وفي بداية التسعينيات كان هنالك نية حقيقية وصادقة لدى الاسرائيليين لرؤية هذا الصراع من جانبٍ فلسطينيّ وتفهم وضعهِم، إلا ان الشرق الاوسط باضطراباته العديدة حال دون أن يستمر هذا النهج وأدى لأن يختفي هذا التفهم  شيئاً فشيئاً، وباعتقادي أن وجودك وحياتك دونما تفهّم لجيرانك يعني أنك قد عزلت نفسك عنه. كذلك فانه ليس  بالضرورة أن نتفق أنا وجيراني في الرأي، لكن المهم هنا هو أن نتفهم بعضنا بعضاً، وهذه رسالة بسيطة ومعقدة في الوقت نفسه أردت ايصالها عبر كتابي

كما وأود ان اشكرك جزيل الشكر على مقترحك حول الفلم الذي يتطرق للكتاب وقصته، وهو أمر مهم جداً لو تحقق. حقيقة هنالك بعض مقاطع الفيديو التي بامكانك ان تطلع عليها والموجودة على الموقع المخصص للكتاب، حيث بامكانك الاطلاع عليها واعطائي رأيك فيها بكل سرور. كذلك فإنني اقوم بعمل مجموعة مقاطع فيديو قصيرة مترجمة للغة العربية والتي اطمح لاحقا ان تكون مشروعاً لفلم أطول، بالتالي يسعدني سماع اقتراحاتك وآراءك وافكارك في هذه المقاطع 

بالنسبة لي فإنه لم يسبق لي أن زرت دولة السويد، لكني من الآن وصاعدا فقد اصبح هنالك سبب قوي يجعلني أفكر بزيارتها وهو وجود صديقٍ لي هناك يدعى اياد، والذي أتمنى من كل قلبي  أن يشرّلإني بزيارة لبيتي في القدس ، حيث سأسعد جداً باصطحابك في جولةٍ تتعرف من خلالها اكثر على مدينة أورشليم القدس. لكن الجانب المحزن هنا هو أن تجربة قدوم العرب الى اسرائيل ليست بالتجربة الجميلة عندما يتعلق الامر بالمطار والامن الموجود هناك في ظل التدقيق الامني الاسرائيلي الشديد الذي يتعرض له الزوار فور وصولهم للمطار، لكني ورغم هذا لا زلت أتمنى من كل قلبي أن تحاول وتفكر في مثل هذه الزيارة 

أخيراً وليس آخراً صديقي اياد، إن انفتاحك وتقبّلك لروايتي وقصّتي هو أمر يقوّي من عزيمتي والتزامي بهذا العمل الذي اقوم به، وهو السعي جاهداً للوصول والتواصل مع القراء العرب والفلسطينيين والمسلمين في كل مكان. لقد منحني كلامك دفعةً قويّة للاستمرار والمضي قدما في هذا العمل وألا استسلم رغم العديد من الأمور التي قد تدفع احدنا للشعور بالاحباط، لهذا أشكرك جزيل الشكر مرة أخرى على هذه الرسالة الجميلة ، ويسعني أن نبقى على تواصل وأن أتعرف عليك أكثر فهلا حدّثتني عن نفسك، صديقي اياد؟

وتقبّل أجمل التحيات

يوسي كلاين هاليفي