عزيزي يوسي

 أشكرك على الجهد الذي بذلته في إنجاز هذا العمل المميز الهادف والبناء لإيصال فكرة مهمة وإنسانية بالدرجة الأولى ولأجل التعايش السلمي بين الشعبين،الرسالة الأولى وجدت بها تفصيلا كاملا شاملا أوضحت به ما قبل الجدار العازل ومابعده،أثريتنا بأسلوبك الغني والتعاطف الفذ عما حصل معك كأب تريد أن تعيش بسلام دائم وآمل بمستقبل عزيز مع عائلتك و قلبك مع جارك الآخر، و كيف تتمنى أن يكون بأحسن حال ممكن

لقد دق حديثك أبواب قلوبنا قبل عقولنا لأن التعايش أمر جميل و مهم للطرفين،كما وأشكرك على توضيح أمور كثيرة تتعلق بحقبة زمنية ماضية أحببت أن يطلعني أحد عليها وله معرفة و مصادر لها،كوني ملمة بالتاريخ والسياسة فكانت الرسالة الثانية مهمة لي كونك وضحت من خلالها أمور و أجوبة كثيرة طالما سألنا عنها. لقد تحدثت في الرسالة الثانية بموضوعية وشفافية مطلقة ولم تغفل عنك حتى التفاصيل الصغيرة

لقد اوضحت باختصار عبر كتابك المعاناة الحقيقية للطرفين وذلك من خلال الحديث عن فترة ما قبل بناء الجدار وما حدث بعد بنائه، كيف أن الأوضاع كانت على مايرام في بداية الإنتفاضة الأولى وما تخللها بعد ذلك من إتفاقية أوسلو إلى ما بعد سنة٢٠٠٠م. ان تسلسل الزمني للأفكار التي طرحتها عزيزي يوسي كان شيقاً ومترابطاً بالأحداث وتبعاتها ، والجميل في ذلك انك شرحت لنا ما تشعر به كيهودي يريد أن يعيش بسلام هو و عائلته وفي الوقت نفسه يشعرُ بجاره الفلسطيني وما يعانيه من إجراءات إحترازية للحيلولة دون وقوع تصادم بينهم وبين الجيش 

لقد اخبرتنا بوضوح تام أنك من دعاة السلام من خلال حق كل من الطرفين في العيش في دولة لكل منهما وأن يكونا جارين محبين يعيشان بجانب بعضهما البعض بمودة وسلام. إن يوسي هو كاتبٌ واكاديمي وليس بيده السلطة ليغير واقع ،لكن باعتقادي ان القلم والأفكارك السامية المخلصة النابعة من العقل و الحكمة التي يمتلكها يوسي ومن يحمل فكره هو بمثابة سلاح من اجل تحقيق بالسلام و ذلك بدعم الكتاب ونشره بين المثقفين اليهود والعرب،لأن أقوى سلاح هو الإعلام، معا ومع الأوفياء سيصل كتابك إلى أكبر شريحة ممكنة من القراء العرب والمسلمين والفلسطينيين 

ختاماً، أنا سعيدة جداً وكلي فخر بقراءة هذا الكتاب وكتابة ملاحظاتي عليه، وفي هذا المقام يُسعدني أن أقدم التحية لطاقم عمل الكتاب الذي تواصل معي ودعاني لقراءة كتاب

أشكركم جميعا ولكم اجمل التحيات

————————————————————————————————–

الردّ على الرسالة الثانية

عزيزي الكاتب يوسي ، بعد التحية والسلام، في كل رسالة من الرسائل التي وجهتها لجارك الفلسطيني ،ارى ان هناك معلومات او أمور كثيرة كانت غير واضحة لي،من خلال القراءة في بعض الامور أوافق الرأي و بعضها الأخر أخالفك الرأي،مخالفتي للرأي لا تعني أنك عدوّي

————————————————————————————————–

الرد على الرسالة الثالثة 

انه إنجاز عظيم لبناء دولة عصرية جديدة والحرص على تقوية المفاهيم المعيشية بين اليهود الذين كانوا مهاجرين من بلاد الشتات و جاءوا إليها و إنصهارهم جميعا في دولة على أنهم بالأصل أمة واحدة وعرق واحد، وهذا يدل على قمة التحدي والقوة،بالجانب الأخر ما عانه اليهود يعانيه الفلسطينين في شتى أنحاء العالم فهم موزعون في كل مكان، أشكرك على توضيح مبسط عن الديانة اليهودية

 ————————————————————————————————–

الرد على الرسالة الرابعة

إحساسك المبهم والشعور الوطني بأن أصبح لكم دولة و معترف بها عالميا،وما يعنيه لك الإستقلال بأنه نصر و فخر لليهود،بالمقابل هذا يعد نكبة للفلسطينيين بأنهم طردوا من أرضهم ،واصبحوا لاجئين لدول عديدة،الإنسانية لها دور كبير عندك أنك حاضر بمشاعرك الطيبة أمام جيرانك وكم أنت متألم لما يشعر به غيرك من هذا التاريخ ،الصدق والموضوعية في نقل الأخبار وما كان يحصل في الفترة بين ١٩٤٨ وبعد ١٩٦٧ فقد بينت حقائق ضرورية ومهمة في ذلك الوقت

—————————————————————————————————-

 الرد على الرسالة الخامسة

وهي جدا مهمة لي كقارئة للكتاب ،تحدثت بها بصدق وحقائق معروفة لنا لكن لا نقدر أن نتفوه بكلمة واحدة بها،التلاعب بمشاعر الناس البريئة والكذب عليهم بأن اليهود سيقتلوكم وعليكم الخروج و مغادرة منازلكم حتى إنتهاء الحرب ،فكانت خدعة مؤلمة من الجانب العربي، هناك العديد من الذين شهدوا على تلك الفترة بأنهم خرجوا دون أن يروا مسلح او جندي،في المقابل أيضا ان أتوضح منك عن مذبحة دير ياسين و غيرها،في النهاية كان ماضي ولن يعود،نحن جيل المستقبل نريد أن نعيش بسلام، لا نريد أن نقاتل بعضنا، اليهود عانوا والفلسطينيين عانوا كذلك، أتمنى حلول سلمية و مرضية للجهتين

————————————————————————————————

الرد على الرسالة السادسة

عزيزي السيد يوسي

إسمح لي أن أرد عليك بصفتي لاجئة، لما أحمله شوقا لوطني و ما عانيته من الظروف القاسية بكوني لاجئة فلسطينية في بلاد العرب لا في بلاد الغرب، طرحت عدة أمور كثيرة ذكرت المحاسن و الأضرار تبعا للحلول التي قدمتها

أخاطبك كلاجئة لم تعرف وطنها ولكن سمعت عنه، غادر جدي و والدي وجميع عائلتي قريتنا الأم مصطحبين معهم مفتاح البيت و أغراضهم الخاصة على بنيان العودة بعد إنتهاء الحرب، فقد أخبرني والدي بأنهم غادروا بإرادتهم ولم يروا أي جندي مسلح بل نفذوا القرار العربي أنذآك

إنتهت الحرب ولم يتمكنوا من العودة، مضت السنين ونحن نترقب حال العودة، عشنا تجربة صعبة وقاسية في بلاد العرب رغم تشاركنا نفس اللغة والدين، أطلقوا علينا وصف لاجئين، وعاملونا كأننا درجة ثانية في المجتمع، كأنني وغيري مجرد رقم لا غير

أنا من الناس التي تتعاطف مع اليهود وما وجدوه من إضطهاد من العرب والغرب ضدهم، فها نحن مثلكم نعاني وما زلنا كذلك

حتى الأنروا أصبحت مصدر قوة للمتنفذين لكي يساوموا بقضية اللاجئين، معظمنا لم نستفِد منها شيئا كما تعلم، لأن الفساد و المفسدين كثر و يتحكمون بنا. إن الحل الوحيد الذي دائما ما أقوله و المعظم يتفق معي عليه: ياليتنا عشنا تحت حكم الصهاينة لا حكم العرب، فحل دولتين يحتاج إلى تنقية النفوس اولا، لأن السياسة القذرة تساهم في نبذ الأخ

 حان الوقت للشعبين أن ينسيا آلام الماضي و أن يمضوا سويا على إجتياز المصاعب التي حصدت أرواح بريئةً. لذلك يجب على كل من الطرفين الإعتراف بالأخر و حماية الحدود والعيش بأمان وإستقرار. المعضلة الأساسية أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات والعمل سويا على حل يرضي طرفين

يكفي سفكاً للدماء، أنا مع حرية الشعوب بالتنقل بحرية تامة و ممارسة الطقوس الدينية

 بالأخير،  نحتاج إلى قوة حقيقية تخرجنا جميعا من ذاك المأزق. فأولاد إسماعيل و إسحاق هم خلقوا لكي يتعايشوا لا يتقاتلوا

عشتم وعاش الوطن

————————————————————————————————–

الرد على الرسالة السابعة 

عزيزي الكاتب يوسي

في كل  رسالة أجد طعماً و سحراً مختلفاً في حثيثية الموضوع و ترابط الأفكار و المعاني القوية والرقيقة التي تدخل القلب من غير إستئذان

 إسحاق وإسماعيل نبيان عظيمان توارثنا منهما عبادة الله وحده والخضوع والإنصياع لأوامره، كما أنهما ورثا ذلك من أبيهما العظيم جدنا إبراهيم عليه السلام. الجميل الذي أبديته أن في كل عمل و موقف تذكرهما على سوى لا تفضل أحدهما على الأخر كما نفعل ذلك تماما. فبلا شك مضت قرون و تبدلت أجيال و أقوام و لكن بقي إرث إبراهيم موجوداً.

عدة أفكار راودتني و أنا أقرأ هذه الرسالة: أن الدين واحد لا خلاف عليه دين التوحيد والتسليم لرب واحد، لكن من هو الذبيح؟ في القرأن الكريم لم يذكر او يحدد من هو، ولكن الروايات تقول أنه إسماعيل و في شق الأخر يقال إسحاق. و في كلتا الحالتين هما إنصاعا لأمر الله، وخضعوا لتعاليمه. لكن هذا كان في الماضي، الحاضر الآن مختلف لكل منا، فهناك رواية مختلفة في جوانب مختلفة كما ذكرت في الرسالة

إن الحرم الإبراهيمي مقدس لدى كل من أحفاد إسماعيل و إسحاق، لكن الآباء إتفقوا و الأبناء أزهقوا أرواحهم لإثبات أحقية الوجود التاريخي لكل منهم. ففي الحقيقة لا أحد ينكر وجود أبناء يعقوب عليه السلام و أنهم سكنوا هذه الأرض المقدسة، المشكلة الحقيقية أن كلاً منهما لا يتنازل للأخر لتفادي سفك الدماء و العيش بسلام: أنا لا أعمم ،لكن كما تعلم هناك حقائق غيبت عن الناس لفترات طويلة، وأظن أن البعض بدأ يتفهم ذلك، الحل الوحيد هو التوعية والتثقيف لكل من المسلمين واليهود

أقول لهم يا أحفاد إسماعيل وإسحاق ليتكم كأباءكم، فهما كانا لا يختلفان أبدا لأنهما صادقان مؤمنان. إن العلم والإيمان هما السبيل الوحيد لإنقاذنا من الوقوع في حفرة الظلام

بالأخير أشكرك على مشاعرك الصادقة النبيلة إتجاه الأبرياء الذي قتلهم المتطرف في الحرم الإبراهيمي و على مدى تقبلك وإحترامك للروايات المختلفة

شكرا

———————————————————————————————————

الرد على الرسالة الثامنة

عزيزي الكاتب السيد يوسي

 تحية طيبة و بعد

أثرت موضوعاً مهماً يمس الحياة الطبيعية لأي دولة متعددة المذاهب او الأعراق، حقيقة واقعيه نتغافل عنها في بعض الأوقات، ولكنها جوهر الحياة الإجتماعية والنفسية للدولة وللفرد على حد سواء

أثرتَ موضوعاً حساساً و أحسنت الشرح حول حياة المجتمع الإسرائيلي بخصوص اللغة والدين، العلمانية، اليهود الشرقيين و الغربيين، الحياة العامة في ظل خلافات بين الأمة الواحدة

 عزيزي الكاتب، هذه التناقضات تحصل ومازالت في دول متعددة و لغتها و دينها واحد، فطبيعة الإنسان و ظروفه المعيشية والأحداث المتطورة تخلق ثورة مضادة جديدة تحمل معها أفكاراً و توقعات تريد فرضها على الواقع الموجود، فعندها يبدأ التناقض ويبدأ معها المجالس الفكرية والقرارات الادارية المستحدثة لتكريسها و تطبيقها في المجتمع

لكن هناك – في اسرائيل- الأفراد من يقررون عبر صناديق الاقتراع، المشهد الأبرز وجود الديمقراطية، فهناك لا خلاف على حرية الرأي والتعبير

أما بالنسبة للمجتمع العربي و تواجده في دولة إسرائيل، يمكنني أن أقول لك وعن تجربة حصلت معي شخصيا أنني قابلت العديد من المواطنين العرب و كنت أسألهم أسئلة مهمة تهم المواطن هناك، أخبروني بأنهم يتمتعون بكامل الصلاحيات في المجتمع، من تعليم و صحة و ممارسة حق التصويت في الإنتخابات، وأنهم تأقلموا مع الوضع القائم هناك وأن التعايش بينهم وبين جيرانهم اليهود طبيعي للغاية. لا يحدث أي مساس او إلحاق ضرر بأي حدهم فجميعهم سواسية بالقانون

أما بالشأن السياسي العربي و المتمثل في الكينيست، أختلف معك في بعض النقاط واتفق في بعضها الآخر: أنهم يتمتعون بكامل الحرية في إنتقاد أفعال الحكومة، لكن لا أتفق معهم بتنفيذ هجمات مسلحة ضد الأبرياء في فالشارع او المقاهي او النوادي الترفيهية فإنها تضم بشراً أبرياء

 بالنسبة لي كعربية، فأنا أتقبل المواطن الإسرائيلي البسيط لأنه ليس بيده قرار وليس صاحب سيادة، السياسة الغبية هي من خلقت الشرخ الموجود. لكن مع وجود أجيال واعية و مدركة للتعايش السلمي و إحترام الأخر، فأنا متأكدة: سينكسر الحاجز والشعوب هي من ستصنع السلام لا المراوغين السياسيين..شكرا و بارك الله فيك على هذا التوضيح الهام في الرسالة هذه بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي

 

———————————————————————————————————-

الرد على الرسالة التاسعة

ردي سيكون عاطفيا وإنسانيا بالدرجة الأولى، تعازينا الحارة إلى الشعب اليهود بمصابهم الجلل الذي قتل فيه ٦ملايين من أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم يعتنقون اليهودية،الرسالة ٩كانت مؤثرة لي من الألام والأحزان التي رافقت اليهود في أوروبا ولم ينتصر لهم أحد،و فقدان الأحبة والضرر النفسي الذي أصابهم من جراء ما حصل لهم،أسرد الكاتب لنا ما جرى لنا من أحداث مؤلمة و كيف قاموا وأثبتوا جدارتهم بالمضي نحو الحياة وكم محزن من الروايات التي ذكرها في الرسالة عن قصص مروعة حدثت لهم،كم كانوا شجعان في تحدي الالام و الدوس عليها والمضي قدما،و الجميع يعلم أن المعركة حدثت قبل قيام إسرائيل،و حان الوقت للعودة إلى الوطن والعيش فيه و بنائه بإتقان و حرفية وهذا ما حصل،أكثر ما عجبني حضور العرب من المسلمين و المسيحين في موكب واحد و أمل واحد و حزن واحد،في ذكرى الهولوكست،والجميل أن الكاتب أيضا أشار إلى معاناة الفلسطينيين ولكن الإنسانية جمعتهم في وحدة رائعة تخللها الحب والسلام ،لأن لا ذنب لهم في تلك الحقبة من الزمن فهم أبرياء ،رحمهم الله، التاريخ لن يسامح هتلر و جنوده

————————————————————————————————————-

الرد على الرسالة العاشرة

 

الرسالة الأخيرة كانت بمثابة مسك الختام للكتاب ، الرسالة الأخيرة كانت موفقة لكونها جاءت بمناسبة عيد والعيد يوم فرح وسرور للجميع،عيد العرش او المظلة هو يوم روحي وأمان ،لأنكم تستحضرون به ذكرياتكم و خروجكم من مصر إلى صحراء قاحلة لا مأوى فيها

 ذكرت أنواع كثيرة من النباتات الطبيعية التي كانت لها دور في بناء عرش الخيم،من ضمنها اوراق النخيل التي هي بالأساس العمود الفقري لكل سقف سيبنى،الروح الإيمانية هي من شروط الحياة الطبيعية لكل فرد،الفكرة التي أتبناها أنا شخصيا توافقك تماما ،أن هذا العالم يمكنه أن يكون أكثر أمنا و سلاما،عزيزي الكاتب،المشكلة تكمن بأصحاب القرار،فهم المسيطرون و يتخذون قراراتهم و يطبقونها على الجميع،لو القرار بأيدينا لما كان هناك جدار الفصل او أعمال العنف، طبيعة البشر هي بحد ذاتها مؤنسة و غير شريرة،يؤلمنا ما يحدث في المنطقة ككل،الفكرة التي أتمنى أن تكون هي جوهر ردي على رسالتك الأخيرة هو(رجال الدين) لهم دور بارز في تعزيز التعاون او تحريض، الروح الإيمانية يجب أن تكون خالية من الأفكار السلبية والتشريعات التي تحث على الكراهية،في نهاية،المقترح الذي آمل أن يحدث،أن يكون هناك عقلاء من الطرفين في إعطاء محاضرات دورية في كيفية إجتياز الصراع العربي الإسرائيلي، يجب ذلك ،تحياتي لك، أتمنى لك المزيد من الكتب القيمة والهادفة