هل السلام رساله دينيه تحيكه العواطف وترسم حدوده السياسه ؟

يقول الكاتب يوسي كلاين هاليفي ان طريقِ السّلامِ يكمن في قدرةِ أطراف الصراع على الاصغاء الى روايه الطرف الاخر لتعبيد الطريق نحو التعايش ضمن مشتركات الرساله التوحيدية 

ويرى ان جدار العزل النفسي خلق مفهوم الصراع والهوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين بتغييب العنصر المركزي لارتباط الوعي اليهودي بأرض إسرائيل عن فكره انشاء الدوله، فالروايه الصهيونيه لليسار الاسرائيلي ربط انشاء الدوله بالمذابح والمحرقة عام 1948 في حين ان الهويه الدينيه والعلمانية لا ينفصلان عن ميثاق شرعيه العوده لارض صهيون ” ِإن نَِسيتُِك َيا أُوُرَشِليم، تَنَسى َيِميني” في اشاره الى الفتره التي عاشوا فيها في المنفى: لقّد نُفينا من هذِه الأرض نتيجةً ِلما ارتكبناهُ من ذنوٍب 

 ثم يطرح الكاتب اسباب حتميه المواجهة في ظل الهجرات اليهوديه والاستيطان وغياب حق الشراكه الفلسطينيه في تقسيم الارض واصرارهم على ان اليهود ليسوا  أمّة بالمعنى التاريخي لحق السياده الوطنيه ،مبرراً سنوات الصراع وشرعيتها ضمن مشاريع الامم المتحده الاحاديه التي لم تحقق السلام الروحي لشعب أسرائيل في محيطه العربي

 فالسادات صنع السلام البارد لأنه لم يهزم اسرائيل في حرب 1973 ومقتل رابين انهى حل الدولتين واليمين ترك الفراغ في غزه .من هنا اتسائل هل يمكن لشعبين تقاتلا على مدار قرن أن يتوصلا لصفقه  في ظل سرديه دينيه ترى التدخل الأجنبي مشروع سلام والانقسام حربا داخلية تدفع الشعوب ثمن وعودها الانتخابيه 

رسائلٌ الى جاري الفلسطيني قراءه سردية لمشاعر انسانية تخاطب الوعي الجمعي لكنها لا تعالج التاريخ بالوقوف عند أخطائِه فانا وجاري متشاركان في حب القهوه إلا أننا مختلفان في مراره الذكريات ،فشباك بيتي الصغير لا يرى الضوء من جداره العازل وهو لا يرى الدفءَ في قلبي الصغير

رشا من العراق