عزيزي صلاح
 
بداية أعتذرُ منكَ على الإطالة في الرد على رسالتكَ الأخيرة التي أرسلتها إليّ وذلكَ لانشغالي في السفر خارج البلاد مؤخراً، لكن ورغم انشغالي إلا أنني حاولتُ جاهدا أن أردّ قدر الإمكان على ما بعثهُ لي أصدقائي الأعزاء وأبقى على تواصلٍ دائمٍ معهُم، وأريدُك أن تُدركَ بأن صديقٌ عزيزٌ أعتزّ وأفتخرُ جداً بصداقته وأسعى دوماً للبقاء على تواصل معكَ رغم انشغالي

لقد كان اللقاءُ الذي جمعَنا مؤخراً بمثابةٍ تجربةٍ تعلّمتُ منها الكثير من الأمور، وصراحةً فقد خشيتُ أن لا نتمكّن أنا وأنت من رؤيةِ العلاقةِ الانسانيّةِ التي تجمُعنا في ظلّ القضايا العديدة التي تفرّقنا كشعبين على طرفي الصراع. ولأكون صريحاً معكَ أكثر فإنني كنتُ متشوّقاً للقائِكَ دون أن يكونَ لديّ أية توقّعاتٍ مُسبقةٍ حولَ ما سيجري بيننا خلال هذا اللقاء، خاصةً بعد أن قرأت رسالتكَ الأولى التي شعرتُ بشيءٍ من الحزنُ أثناء قراءتها لأنها كانت تتضمن العديد من القضايا التي أعملُ جاهداً على تصحيحها عن هويّتي وشعبي وتاريخي ووجودي على هذه الارض. لكنني في الوقت نفسه لمستُ في كلماتِك أنك شخصٌ يؤمنُ بالعدالة والحقيقة ويبحثُ عنهُما،  شعرتُ  أنك تملكُ حسّاً انسانيّاً يجمعني بك بالتالي عليّ أن أتعرّفَ عليكَ أكثر وأكثر

إنني ممتنٌ جداً أيضاً لجرأتِك وحضورِك هذا اللقاء الذي أتاح لي فرصةَ الحديث معكَ وجهاً لوجه ومكنّني من رؤية انسانٍ خلوقٍ مثلك، الأمر الذي أشعرَني  بالسعادة لأنني تعرفتُ على صديق جديد أعتز جداً بصداقته، هذه الصداقة التي تُعقدُ بين شخصين عندما يشعرُ كلاهُما بأنه يُمكنُهما الوثوقُ ببعضهما البعض وبامكانهما أن يُصارحها بعضهما البعض بأفكارهما  وبكل ما يختلجُ صدروهما من مشاعر ، وقد شعرتُ فعلاً بأننا سننجحُ أنا وانت في الوصول إلى هذه الصداقة

إنني آملُ بكل صدقٍ أن نُكمل حديثنا ونجلبَ المزيدَ من أصدقائنا لينضموا الينا في هذه النقاشات مُستقبلاً، وأنا على أتم الاستعداد للقاء أي شخصٍ او صديقٍ تودّ تعريفه عليّ

 ختاماً،  إننني فخورٌ  جداً  بأن يكون لديّ صديقٌ اسمه صلاح ، وتقبّل أجمل وأطيب التحيات عزيزي

يوسي كلاين هاليفي