لقراءة التعقيب الأول للسيّد هشام من مصر تفضّلوا بزيارة هذا الرابط

لقراءة ردّ يوسي على التعقيب الأوّل للسيّد هشام من مصر تفضّلوا بزيارة هذا الرابط

 

عزيزي الأستاذ يوسي 

تحية طيبة

اسمح لي في قبل الخوض في صلب الموضوع المطروح بيننا أن أتقدم إليك ولفريق عملك بالشكر علي هذه الدعوة وهذا الاهتمام بقراءة تعقيبي علي كتابكم المتميز، جميعنا يعرف أن في طليعة أحزاننا ومشاكلنا العربية هي مشكلة فلسطين ومشكلة إسرائيل بصورة خاصة. هذه المشكلة التي طالما تحدثوا عنها مما لا يجوز أن أكرر ما قيل، إنما أحب أن أتحدث في طليعة تعليقي عن جانب ما تحدثوا كثيرًا عنه، الجانب الذي يتناسب معي كرجل عقلاني لا أهتم بالمنظور الإلهي أو الديني بشكل عام بل كما قلت أراه سبب رئيس في عدم حل المشكلة

بنظرة عامة وسريعة سأتناول وجهة نظري هذه المرة بشكل مفصل فأرجو أن يتسع صدرك

الرسائل التي توجهها في كتابك القيم عبارة عن محاولة جادة وتاريخية لتفسير القصة اليهودية والإسرائيلية للفلسطينيين والعرب شرحت فيها أهمية الجيرة وكيف يجب علي الشعبين أن يؤمنوا بوجودهما التاريخي علي أرض إسرائيل لتجمعهم المودة بدلا من الحروب والخوف والتدمير، لكن يتضح في الرسالة “الرابعة والسابعة” – تقريبا – الإصرار أن يتم ذلك عبر النفق الديني باعتباره الرباط المقدس بين البشر خصوصا الإسلام واليهودية باعتبارهم متشابهين فيما يخص رؤيتهم للذات الإلهية، رغم أن التاريخ نفسه يشهد علي أن كثيرا من الأديان ما هي إلا أدوات للصراع والحروب والاقتتال

إن المقدس – من وجهة نظري – مثله مثل العنف يتموقع في مواضع مختلفة من آنيتنا الفردية والجماعية، والنص كإنتا تخييلي يمثل مخزونا هاما لصور الصراع التي تتجلى من خلالها ثقافة الذات الفردية والجماعية للأنا والآخر عبر سلسلة من المجابهات بحثا عن تملك الأرض والتاريخ

إن استحضار المقدس في حل المشكلة، باعتباره أحد أركان قوة الأنا في مواجهة الآخر، لا يأخذ مرجعيته من القيم التقليدية، أي المجموعة المشتركة التي تكوّن الدين والطقوس التقليدية، كما يذهب إلى ذلك البعض، بل يضاف إليها متمم سحري أسطوري، تكون وظيفته غالبا تطهيرية؛ ولا أعتقد أن إطار صورة المقدس في هذا الصراع تستوفي مواصفاتها الكبرى في غياب محور رئيس آخر، ممثلا في العنف الذي يلازم المقدس الذي له صلة بموضوع الصراع العربي الإسرائيلي

هذه الصورة ووفق هذه الرؤية، يتجلى بعد استثمار المقدس والعنف في النص، بمختلف أشكاله، وبصورة أساسية، كعامل اجتماعي في مقاومة اليهود، رمز الكفر والعنف، وبالتالي مزيد من عناد اليهود الشعب المختار والمتمثل في الاستمرار في عملية تهويد القدس الذي تريد له اسرائيل ان يتمشي مع مبدأ يهودية الدولة رغم ان العالم كله بدأً الحضارة الغربية – التي نالت نصيبا منك في الهجوم عليها – استغني عن مفهوم الدولة الدينية بالدولة المدنية

وقد شكل المقدس ملجأ الذات العربية التي ظلت بعد هزيمة 1967 تبحث عن أفضل صورة لها، فلم تجد ذلك إلا في مخزونها التراثي والأسطوري الذي اختلط فيه التأريخي بالمقدس، وارتبطت البطولة في رواية الصراع العربي الإسرائيلي منبتا وتصورا بالخوارق والأسطورة، بحيث لم تتواجد منفصلة ولا معزولة عن الإطار العقائدي للدين الإسلامي، وهو إطار لا ينضب لما ينضح به من رموز للأبطال  والشهداء والصالحين

وعلى الرغم من أن الدين كان حاضراً منذ بداية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلا أن تأثيره السياسي لدى الإسرائيليين وكذلك لدى الفلسطينيين بدأ يظهر بوضوح بعد حرب الأيام الستة، التي شكلت هزيمة نكراء لأنظمة الحكم القومية في العالم العربي حتى في إسرائيل نفسها تغير المشهد السياسي بعد صعود قوي دينية يمينية على غرار حزب الليكود والأحزاب الدينية المقربة من المستوطنين وتراجع القوى العلمانية التي قادها حزب العمل، الذي أسس دولة إسرائيل، وفي تطور موازٍ أدي فشل “مفاوضات أوسلو” والمشروع الوطني الفلسطيني في تحقيق حلم الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة إلى صعود حركات إسلامية التوجه على غرار حركتي حماس والجهاد الإسلامي

ولكن التجارب علّمت الإنسان أن الإدارة العقلانية للصراع، والحكمة السياسية التي تتحرى الحلول الواقعية بعيدا عن الخيارات العدَمية وتدمير الذات، بالعمل على تحييد المعتقدات الدينية والمواقف الأيديولوجية وتخليص الصراع من أعبائها، ونبذ سياسات الهوّية واحتواء نزعاتها، والتركيز على الحقوق الإنسانية والمصالح الموضوعية والمكاسب الحقيقية سعيا للوصول إلى تسويات عادلة تضع حدا للخسائر وتنصف المظلومين وتمنح المقهورين الأمل وتكبح جماح الطرف المعتدي. واعلم كل العلم أنك تفضل هذه وجهة النظر، وهو نهج ترفضه القوى الأصولية والعقائدية والشعبوية التي تجد في أدلجة النزاعات والأزمات واستدعاء الهويات والمفاهيم الدينية لميدان السياسة فرصة لتعظيم أرباحها السياسية وفرض أجنداتها وتزييف الوعي العام حتى لو أدى ذلك إلى مفاقمة الصراع وتوسيع دائرته وتجذيره وتأبيده ومضاعفة تضحيات الشعوب وتعميق آلامها؛ وإصرار أنظمة وتنظيمات الإسلام السياسي في المنطقة على أسلمة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، باعتباره صراعا دينيا وجودياً وأبدياً بين المسلمين واليهود، هو مثال صارخ على الاستثمار السياسي المغلف بالأيديولوجيا الدينية ومآلاته الكارثية، إذ تسببت سياسات الأسلمة بالشراكة مع المشروع الإسرائيلي العنصري في تعقيد الصراع وزيادة معاناة الفلسطينيين وتوفير المبررات للعدوان عليهم

ذلك أن أسلمة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تؤدي إلى تعويمه دينيا، وإفراغه من محتواه الواقعي والسياسي، وتحويله إلى قضية رمزية وأيديولوجية تصلح للاستهلاك في منصات الخطاب الديني والحملات الانتخابية للإسلام السياسي وبرامج المناوشات اللفظية في الفضائيات المؤدلجة

الصراع على القدس هو مواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويجب أن يبقى صراعا إنسانية أخلاقيا وطنيا خالصا، لأن الضرر المادي المباشر حتى الآن يقع على الشعب الفلسطيني، فهو الذي سُلبت أرضه وانتهك وجوده، وهو الذي طمست هوّيته وهجّر من بلده واستبيحت كرامته الإنسانية، ومازال يتعرض لسياسات الفصل العنصري الممنهجة راهنا كما ذكرت بين ثنايا كتابك

ولذلك فإن سياسات تهويد أو أسلمة القضية، وتحويلها إلى قضية دينية وعقائدية فضفاضة وقابلة للتأويل والتوظيف والاستغلال، مع تهميش وتذويب كل أبعادها الوطنية والأخلاقية والحقوقية والإنسانية المتمحورة حول مأساة الشعبين المدنيين الحقيقية، ألحقت ضررا بالغا بحقوقهم وخاصة الشعب الفلسطيني، وشكلت انتقاصا من تضحياته، وجيرتها لصالح أنظمة وتنظيمات متعطّشة للاتجار السياسي والهيمنة، وهو ما يعبر عن الاستخفاف بآلام الفلسطينيين، ومحاولة استثمار مظلوميتهم سياسيا وأيديولوجيا لتمرير أجندات حزبية وإقليمية لا تمتّ بصلة لمصالحهم، بل هي تتناقض معها وتعمل ضدها، وتزجّ بالدم الفلسطيني في نزاعات السلطة والنفوذ والموارد التي تجتاح الشرق الأوسط

فمثلما أنعشت أنظمة استبدادية عربية شرعيتها المتآكلة بالمناداة بعروبة فلسطين، اعتاد مشروع الإسلام السياسي الترويج لنفسه من خلال الاتكاء على قضية القدس والمسجد الأقصى 

وكما كان تأسيس حركة حماس في فلسطين ودور سياساتها في التسبّب بحصار ودمار غزة، وتكريس ثقافة الانتحار باسم المقاومة، وخلق وتعميق الانقسام الفلسطيني الداخلي، من أبرز أوجه استثمار الإسلام السياسي السني في قضية فلسطين لتعزيز حضور القوى الأصولية في العالم العربي، وتوفير قضية معنوية وجماهيرية لدعم دعاية الصحوة الدينية، كان تأسيس نظام ولاية الفقيه لحزب الله في لبنان من أوضح صور استثمار الإسلام السياسي الشيعي في القضية لتسويق السياسات الإيرانية في المنطقـة، وإضفاء طابع ديني وأخلاقوي عليها 

وعلى الرغم من أن الدول العربية هي طرف في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ لما يشكله من مخاطر على الأمن القومي العربي بالمجمل وتهديده الاستقرار في المنطقة، ولما أفرزه قيام دولة إسرائيل بطابعها الديني العنصري والسردية الأصولية العدائية التي أحاطت بتأسيسها من تهديدات جيواستراتيجية للدول العربية المشرقية واستقرارها السياسي والاجتماعي؛ ذلك أن الأصولية الصهيونية (تسييس اليهودية وتوظيفها في مشروع الاحتلال الإسرائيلي) هي عنصر في منظومة أصوليات دينية تغذي بعضها بعضا في المنطقة والعالم وتؤجج الصراعات فيهما، وتضم أيضا الأصولية الإسلامية (تسييس وأدلجة الإسلام وتوظيفه في مشروع الهيمنة الدينية)، وأصولية ولاية الفقيه (تسييس التشيّع وتوظيفه في مشروع التمدد الإيراني)، وانضمت إليها مؤخرا الأصولية الإنجيلية (تسييس المسيحية البروتستانتية وتوظيفها لخدمة الشعبوية الأميركية) لتحل محل أصولية “المحافظين الجدد”؛ فإن لا أحد يدفع ثمن السياسات الإسرائيلية بصورة يومية ومؤلمة كما يدفعه الشعب الفلسطيني

ولذلك على العقلاء من الشعبين الاسرائيلي والفلسطينى اني تناولوا القضية بشكل مختلف هذه المرة  على المستويات السياسية والاقتصادية والإعلامية كي يكونوا أكثر قدرة على إدارة الصراع سلميا، وفي إطار شرعية القانون الدولي والإنساني العالمي، باتجاه تسوية عادلة وشاملة تضمن حقوقهم كاملة وغير منقوصة

فليس الصراع مع إسرائيل “صراع وجود” كما يريده ابناء اسماعيل، ولا “صراع حدود” كما يريده ابناء اسحاق، فالإسلام السياسي يريدنا أن نعيش في التاريخ البعيد، وأن نقارب الصراع مقاربة دينية أصولية وماضوية تفضي للتبشير بإبادة جماعية لليهود، بما يساوي العرب والفلسطينيين أخلاقيا مع الحركة الصهيونية التي مارست التطهير العرقي ضد الفلسطينيين

أما الجانب الإسرائيلي فيريد إلغاء التاريخ القريب للتغطية على جرائم الحرب التي مارسها بحق الفلسطينيين وحقائق انتمائهم لهذه الأرض، بهدف تكريس سرديته الدينية الأصولية المستمدة من التاريخ السحيق عن الحق اليهودي في “أرض الميعاد”؛ بينما الصراع في جوهره هو صراع حقوق

لقد سعت كل من سرديّتيْ الأسلمة والتهويد إلى إلغاء حقوق الإنسان، وتغليب الصبغة الدينية للصراع على مضامينه الحقوقية والإنسانية والأخلاقية، بما أتاح مجالاً أوسع للاستثمار السياسي وتحقيق مصالح الأنظمة الإقليمية والتنظيمات الدينية والحكومات الإسرائيلية، واستدعى وكرس التدخلات الدولية في المنطقة

لقد كانت عبارة “إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين” التي وردت في وعد بلفور في العام 1917 إيذانا بانطلاق عملية تسييس الهويات الدينية في الشرق الأوسط المعاصر، إذ لم تنعتق المنطقة من تسييس الدين بضعف وانهيار الدولة العثمانية، فاعتبار وعد بلفور الديانة اليهودية هوية قومية لمعتنقيها ومطالبته بتأسيس دولة لهم تلاهما بعد عقد من الزمن في مصر، عام 1928، تأسيس حسن البنا لجماعة الإخوان المسلمين، التي اعتبرت الديانة الإسلامية هوية قومية للمسلمين ونادت بالخلافة الإسلامية

وبينما دعت الأصولية الإسرائيلية إلى تجميع اليهود من كل أصقاع الأرض في “إسـرائيل” والعمل على جعل العالم يخدم هذه الدولة الدينية، بشّرت أصوليتا حسن البنا والخميني بالسيطرة على العالم تحت شعاريّ “أستاذية العالم” و”تصدير الثورة” على التوالي، وكانت السمة المشتركة بين هذه الأصوليات الثلاث هي الشعور بالأفضلية والتفوق ونقاوة الذات

وبالتالي، فإن جزءا كبيرا من ظاهرة التطرف الديني والعنف الأصولي المستشري في الشرق الأوسط لم يكن سوى نتاج طبيعي للبيئة السياسية والأيديولوجية المأزومة والموبوءة التي خلقها وراكمها استدعاء وتسييس مفاهيم دينية أصولية تاريخية مثل مفهوم “أرض الميعاد” اليهودي، ومفهوم “الخلافة” و”ولاية الفقيه” الاسلامى، وتصادمها واحتكاكها الشرس في المنطقة

إذ ينتج التطرف عندما يتم “تديين القومية” أي استعمال الدين لتعضيد الهوية القومية وتقديسها كما في النمـوذج الإيراني، وعندما تتم “قومنة الدين” أي تحويل الدين إلى هوية قومية تمييزية كما في حالتي الإسلام السياسي واليهودية السياسية

في ضوء هذه المعطيات تبدو خطورة هيمنة الصبغة الدينية على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي واضحة جدا، لأنها تُفرغ الصراع من جوهره السياسي وحتى الإنسانى ويمكن أن تحوله إلى حرب دينية مفتوحة تحرق الأخضر واليابس ولا تصب أولا وأخيرا في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين

في النهاية قد لا يكون هذا الطرح المطول غطي جميع أركان كتابكم القيم، وليس الحل الأمثل، وقد لا تكون هذه الأفكار بجديدة، لكن ما يجب أن يكون جديدًا هو إبعاد هذا العنصر الديني ومحوريته كجزءٍ من أي جهدٍ حالي للتوصل إلى “اتفاق العصر” بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أو حتى لمجرد تخفيف حدة النزاع وشق الطريق نحو التعايش السلمي في المستقبل البعيد

إذ رفع كلا المشروعين الأصوليين شعار “مقاومة الاحتلال الصهيوني”، ولكن ترجمته على الأرض كانت تعقيدا وتأبيدا وتجذيرا للصراع ومضاعفة لقسوته وللخسائر والتضحيات والأوجاع، إذ زوّدت الاحتلال

بالمسوغات لممارسة جرائمه وفظاعاته، كما أدت أسلمة المقاومة إلى شرعنة للعمليات الانتحارية ونشر ثقافة الموت وخيارات اليائسين، والتغطية على السعي الأصولي الحثيث للتغول والهيمنة. إذ استخدم شعار مقاومة الاحتلال كغلاف لأجندة تهدف إلى تكريس أشكال أخرى من الاحتلال الأيديولوجي والثقافي الأصولي للمجتمعات العربية، واحتكار الدين والوطنية وتوزيع أحكام الكفر والخيانة على الخصوم، ما أدى إلى تغذية استقطابات ونزاعات فئوية وطائفية وانقسامات اجتماعية وسكانية حادة

إذ تسببت السياسات الأصولية التي تتلبس الدفاع عن القدس والأقصى في ضرب التماسك الاجتماعي في عدة بلدان عربية، الأمر الذي أسهم في تشويه صورة القضية الفلسطينية وانتهك أخلاقية فكرة المقاومة، وربطهما بالغرائزية الشعبوية والارتهان للخارج والنزعة الحزبية الضيقة المتحللة من كل التزام وطني أو أخلاقي، والمتّسمة بالانغلاق والتعصب الشديد والتناقض مع مصالح المجتمعات

كان شعار “قضية المسلمين المركزية” الذي رفعته القوى الأصولية وصفا للقضية الفلسطينية، بجانب سياسات أنظمة عربية دكتاتورية وشمولية تاجرت هي الأخرى بهذه القضية، من بين أسباب تغييب قضايا

حيوية تهم المجتمعات العربية مثل محاربة الفقر والأمية والتخلف وتكريس العدالة الاجتماعية

فكانت المحصّلة فشلا على الجبهتين؛ فشل داخلي في التنمية الوطنية، وفشل خارجي في إسناد الفلسطينيين ودعمهم لنيل حقوقه حقوق الفلسطينيين في الاعتراف والإنصاف والحياة والكرامة، ورد اعتبارهم أمام العالم بعد أن دفعوا لعقود ثمن سياسات أدلجة الصراع وتعويمه عقائديا وأمميا وتعميق طابعه الهوياتي والعنصري التي انتهجتها إسرائيل وأنظمة وتنظيمات الإسلام السياسي، وشاركتها في ذلك أنظمة جمهورية سلطوية عربية صنعت جزءا من شرعيتها بالاستثمار في القضية الفلسطينية عبر استخدام شعارات قومية عروبية لتأطيرها تارة، ومجاراة التيارات الأصولية في تديين وأسلمة القضية تارة أخرى

إن من تداعيات القرار الشعبوي للرئيس الأميركي دونالد ترامب إنعاش وتنشيط الشعبوية المتفشية في المنطقة، فأدلى الجميع بدلوه سعيا لإعادة إنتـاج نفسه وتعبئة رصيده السياسي والشعبي، وتخليق رأسمال رمزي والمزايدة على الخصوم والمنافسين وتمرير الأجندات، ابتداء من رجب طيب أردوغان مرورا

بقاسم سليماني وحسن نصرالله ونوري المالكي وإسماعيل هنية، فالشعبوية تغذي الشعبوية، والتطرف يسند التطرف

هشام من مصر