سلام لك أخي الحبيب

 بدايةً، أود أن أشكرك جزيل شكري على مشاركتك لي هذا العمل الأدبي الكبير. وبدون الدخول في التفاصيل، لقد حرّكت قراءة هذا الكتاب فيّ كثيرًا من الذكريات والشجون والأحزان والأفراح والوجع والشكر لله في آن. لعلنا نلتقي يومًا ما فأحكي لك بالتفصيل. ثانيًا، إنني أقدر جيدًا كل أفكارك، وأستطيع أن أقرأ خلفياتها الدينية والتاريخية والحالية، بل ولا أظنني أبالغ إن قلت إنني أستطيع أن أقرأ ما خلف الكلمات وما بين السطور، And I listened to music behind your words. لذا أرجوك أن تطمئن في نظرتي النقدية للكتاب؛ شكلًا ومضمونًا، فلا أبغي من وراء ذلك النقد إلا الخير. ثالثًا، أهم وجه للنقد حتى الاّن هو شعوري كقارئ عربي مؤيد للتطبيع الكامل ولحق إسرائيل التاريخي (والواقعي) بأنك -ككاتب- تحاول، باستماتة، أن “تصنع توازنًا” مع وجهة النظر الإسلامية؛ فتصلي على محمد وتستحسن تصرفات خلفائه، والأبشع أنك “تقر وترسخ وتؤصل وتؤسس لفكرة الاحتلال”! هل تظن يا صديقي ان هذا “التنازل” سوف يجعل العرب والمسلمين يرضون عنك وعن الأمة اليهودية ودولتهم الحديثة؟! إنني أختلف معك تمامًا في هذه النقطة “ولن يرضى عنك المسلمون حتى/ولو اتبعت ملتهم”. أثق أنك تعرف أن جذور الصراع العربي (الفلسطيني)/اليهودي ليست سياسية بل دينية (تحديدًا إسلامية) تنبع من “معاملة محمد مع يهود يثرب” (بني قريظة، وبني النضير، وبني القينقاع). ألم تسمع ب “خيبر خيبر يا (يهود) جيش (محمد) سوف يعود”؟ ألم يأتكَ حديث صفوت حجازي “الامارات المتحدة العربية وعاصمتها القدس الشريف، وع القدس رايحين شهداء بالملايين”؟ وما بين محمد وصفوت حجازي لا تنتهي أمثلة العدوان الإسلامي على اليهود والمسيحيين والأكراد وبقية أقليات الشرق، وكذلك لا تقع تحت حصر؟! يؤسفني يا صديقي أن أقول لك إن الفكر المسلم يجعل “المعادلة صفرية”، لذا فما هو موجود بين سطور كتابك قد لا يخدم قضيتك انت. لعلنا يومًا نلتقي في شرق امريكا (حيث أسكن) فننتحاور أكثر حول هذه الموضوعات. كن معافى .. والسلام

سلام من مصر