هذا ردّ يوسي هاليفي على تعقيبِ السيد قاسم عواد من فلسطين. لقراءة تعقيبِ السيّد قاسم كاملاً بامكانك زيارة هذا الرابط

عزيزي قاسم

أشكرك جداً على رسالتك التي أرسلتها إليّ، وبغضّ النظر عن كونها رسالةً قاسيةً إلى حدٍ ما إلا أنني واصلتُ قراءتها حتى النهاية، لهذا أنا ممتنٌ لك لانك خصصتَ وقتاً وجهداً لقراءة الرسالة الأولى والرد عليها. لقد قمت بدعوة العديد من الفلسطينيين لقراءة كتابي وارسال تعقيباتهم عليه وقد لبّيت دعوتي، لذا أشكرك جداً على تلبيتك دعوتي

في البداية دعني أعبر لك عن حزني الشديد عن فقدانك أفراداً من عائلتك، متمنياً أن يلهمكم الله جميعاً الصبر والسلوان

كذلك فإنني أريد ان اختصر ردّي قدر الإمكان لأن نقاشنا ما زال محصوراً في الرسالة الأولى، بالتالي لن أسهب في نقاش العديد من الامور التي طرحتها وسأردّ عليك بالتالي: علي أن تدرك جيداً بانه لن يتغيّر شيء في واقع علاقة شعبينا طالما أننا لا زلنا نعتقدُ بأننا نعرفُ عن الجانب الآخر أكثر مما يعرفُ عن نفسِه! عندما أجدُ في رسالتكَ إنكاراً للتاريخ اليهوديّ وجذور الشعب اليهودي على هذه الارض، وأرى في رسالتك كيف أنك تختار بانتقائية تامة الحديث عن بعض المؤرخين اليهود الذين لا يمثلون الغالبية العظمى من اليهود والذين قام العديد من المؤرخين وعلماء الآثار بدحض رواياتهم، عندما  أٌقرأ بين سطورك تلميحاً بأن اليهود قد تآمروا  مع النازيين في المحرقة، عندما اقرأ كل هذا فإنني أشعر بحزنٍ عميقٍ وبكلّ صدق لا أعرف من أين أبداً الرد على ما كتبته

إن إنكارك لروايتي وتاريخي يذكّرني باليمين الإسرائيلي الذي يُنكر وجودك ويُنكر روايتك التاريخية وهويتك على هذه الارض مدّعياً بان الشعب الفلسطينيّ شعبٌ مُصطنع وبأن أجدادَ الفلسطينيين لم يَسكنوا هذه الارض بل سكنوا دولاً عربيةّ أخرى ومن ثم انتقلوا الى هذه الارض خلالَ المئة سنة الماضية، وغيرها من الأمور التي يتحدث بها اليمين الاسرائيلي متجاهلاً إياك. ما تشعرُ به عندما تسمعُ مثل هذه العبارات هو ما أشعرُ به تماماً عندما أسمع عباراتٍ مثل عباراتك عزيزي قاسم

إذا كنا جادين فعلاً في رغبتنا بإيجاد حلّ يُنهي الصراع فانه من الضروريّ أن نُصغي الى بعضنا البعض ونتعلم عن الرواية التاريخية للطرف الآخر. إنني لا أتجاهلُ روايتك التاريخية ولا أنكرها، إن ما أقوم به هو أنني أسردُ لك قصّتي وروايتي التاريخية ليس أكثر

ولا أعلم ان كنت على دراية بهذا أم لا، لكنني أرفقتُ في الطبعة الثانية من كتابي باللغة الانجليزية قرابة خمسين صفحةً تضم رسائلَ متعدّدة من قرّاء فلسطينيين، وقد قررت بأن اضمّ رسائلهم إلى رسائلي كنوعٍ من تقديري  لجهودهم بحيثُ تكون آخر كلمةٍ  يقرأها القاريء هي الرسائل الفلسطينيّة، فهل باعتقادك أنّ من يتصرف بهذه الطريقة يريدُ أن يتجاهل روايتك او ان يَمحي قصتك؟

إنني اكتب لك وكلّي أملٌ بأن استمع للمزيد من أفكارك بعد قراءتك للمزيد من الرسائل في الكتاب، وسأقوم بكل سرور بالرد على ما سترسله لي

مع تحياتي

يوسي كلاين هاليفي