هذا ردّ يوسي على تعقيبِ السيّد م.غ من بيت لحم. لقراءة تعقيبِ السيّد م.غ تفضّلوا بزيارة هذا الرابط

 

عزيزي محمود

في البداية أعتذرُ منك على تأخري في الرد على رسالتكَ الجميلةِ والمؤلمةِ في الوقتِ نفسه

إننا ومثلما ذكرتَ في رسالتكَ أولادُ عم بلا شكَ، لكن وبحسبِ معرفتنا بطبيعةِ وديناميكيّة العلاقات العائليّة فإننا أحياناً تطغى المرارةُ على شكل وطبيعةِ العلاقةِ بين أولادِ العم بل وحتى بين الأخوة الأشقاء ايضاً، ولهذا فإنني أحاول البحثَ عن لغةٍ مشتركةٍ من شأنها أن تخلق تقارباً بين الجميع، هل نسمي بعضنا البعض أبناء ابراهيم؟ أم أبناء الأرض المقدسة؟ أم أبناء الإله الواحد؟ لكن وبغض النظر عن التسميات فإنني أخشى أن تكون هذه التسميات العميقة أبسطَ من أن تمكننا من ايجاد ديناميكيات وأفعال تناقضُ هذا الصراع المرير 

إنني أقدر عالياً ملاحظاتك للواقع اليوميّ على هذه الأرض ووصفكَ له من منظورك أنت كشابٍ فلسطينيّ صغير في السن يسكنُ الضفة الغربيةّ ويحاول جاهداً زيارة القدس. نحنُ كاسرائيليين بحاجةٍ لأن نتذكر الواقع دوماً لانه من السهل جداً أن نتناسى واقعك الصعب والا نستوعبه كجزء من حياتنا اليومية مُقحمين الدواعي الأمنية في كل شأن من شؤون الحياة. إنني لا أقللُ من شأن حاجتنا الماسّة للأمن، فأنا أذكر جيداً أربع سنواتٍ من العمليات الانتحارية وأعلم جيداً أننا بحاجةٍ لأن نكون بمنتهى اليقظة، لكنني أعلم في الوقت نفسهِ بأنه يجبُ علينا أن نقوم بكل ما بوسعنا القيام به حتى تكون حياة الجميع قابلةً للاحتمال

إنك محقّ بما يتعلق بمخيم شعفاط، هذا المكان الذي اشاهده من نافذة منزلي اضافة الى أحياء أخرى سقطت في تصدّعات الشرخِ المستمر بين الجانبين.  إنني أعلمُ بأن الدخان الأبيض صادرٌ عن حرقِ النفايات هذه الأيام، رغم أن مصدره  خلال الانتفاضتين الأولى والثانية كان مصدره الاطارات المحروقة خلال المواجهات مع الجنود الإسرائيليين، وهذا ما يحدث بين فينةٍ وأخرى. لكنك محق، كان يجب عليّ أن أوضح هذا الجانب باسهابٍ أكثر في كتابي

أحياناً أشعرُ بأن الخطوة الأولى التي يجبُ على كلينا أن نخطوها تتمثل ببساطةٍ في أن نبدأ بالبكاء سوياً. لهذا أشكرك على مشاركتك لدموعي ومشاركتي لدموعك

مع أطيب التحيات

يوسي كلاين هاليفي